الثورة أون لاين – راغب العطيه:
تتشابك المصالح الدولية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وتتباين بحسب التوجهات السياسية لهذه الدولة أو تلك، والتوتر الحاصل نتيجة الاستفزازات التركية المتواصلة، ينذر بالكثير من التداعيات الكارثية على أمن المنطقة، حيث قررت الحكومة اليونانية على خلفية تلك الاستفزازات المتصاعدة تعزيز قدرات قواتها العسكرية من خلال إبرام صفقات أسلحة ضخمة مع بعض الدول منها فرنسا، إضافة إلى القيام بإصلاح شامل للجيش اليوناني.
وكالة “فرانس 24” أفادت اليوم الأحد بأن اليونان سوف تحصل على 18 طائرة رافال فرنسية وأربع فرقاطات متعددة المهام وأربع طائرات مروحية ، إضافة إلى تطويع 15 ألف جندي، وضخ التمويل في قطاع صناعة الأسلحة الوطنية والدفاع ضد الهجمات السيبيرية.
وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قال في وقت سابق: آن أوان تعزيز قدرات القوات المسلحة، هذه المبادرات تشكل برنامجاً قوياً سوف يتحول إلى درع وطني، ولفت إلى أنه سيتم تأمين أسلحة جديدة مضادة للدبابات وطوربيدات بحرية وصواريخ جوية، موضحاً أن برنامج التسلح الذي وضعته الحكومة يتضمن تحديث أربع فرقاطات أخرى موجودة، وهو مصمم أيضا لخلق آلاف الوظائف.
وفي ظل التوتر الحاصل وصل وفد عسكري تركي برئاسة وزير الحرب خلوصي آكار اليوم الأحد منطقة كاش الساحلية المقابلة لجزيرة كاستيلوريزو اليونانية، بالتزامن مع زيارة رئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو لها.
وأكدت قناة “تي إر تي” التركية الرسمية أن آكار زار منطقة كاش التابعة لمحافظة أنطاليا برفقة قادة القوات الثلاث في الجيش التركي.
ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة رئيسة الجمهورية اليونانية إلى ساكيلاروبولو الواقعة على بعد كيلومترين فقط عن السواحل التركية.
وتحولت هذه الجزيرة في الأسابيع الأخيرة إلى أكبر بؤرة للتوتر بين الدولتين الجارتين، على خلفية قرار أنقرة إرسال سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” إلى منطقة قبالة سواحلها يصر كلا الطرفين على أنها تابعة لجرفهما القاري.
وفي سياق التصعيد الحاصل حذّر رئيس النظام التركي رجب أردوغان في اسطنبول في خطاب بثه التلفزيون أمس الرئيس الفرنسي من ما اسماه العبث مع أنقرة، قائلاً: لا تعبث مع الشعب التركي، لا تعبث مع تركيا، وذلك على خلفية الانتقادات الحادة التي وجهها ايمانويل ماكرون لأنقرة بشأن خلافها مع اليونان، وقال فيها: إن الحكومة التركية تتبع سلوكاً غير مقبول وعليها توضيح نياتها .
وفي دليل على التلون السياسي الأميركي طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة لقبرص أمس تركيا بوقف الأنشطة التي تُثير التوتّر في شرق البحر المتوسّط، داعيا جميع الأطراف إلى دعم السبل الدبلوماسيّة.
وجاءت زيار بومبيو هذه بعد أيام من زيارة قصيرة لقبرص قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي شدد على العلاقات الوثيقة بين موسكو والجزيرة، وأعلن حينها استعداد بلاده للقيام بوساطة لتخفيف التوتر في النزاع بشأن الحقوق البحرية والطاقة