الثورة أون لاين – سامر البوظة:
في ظل سياساتها العدائية المستمرة، من الواضح أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي تسير في ركبها تعتمد في استراتيجيتها العدائية مع روسيا على سلاح العقوبات من أجل الضغط على موسكو لتقديم تنازلات في ملفات عديدة ، كيف لا وهي تقف حجر عثرة في وجه الهيمنة الأميركية والمشاريع العدوانية الغربية في غير منطقة من العالم ، حيث لا تتوقف هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة عن البحث عن أي ذريعة من أجل التحريض على روسيا وتشويه سمعتها على الساحة الدولية لإيجاد المبررات لفرض عقوبات عليها تحت أي سبب ، والأمثلة كثيرة لعل آخرها حادثة “التسميم” المزعومة للمعارض الروسي أليكسي نافالني التي تتفاعل وتلقي بظلالها السلبية على العلاقات الروسية – الأوروبية ، بسبب حملات التضليل التي تقوم بها الدول الغربية بأوامر أميركية من أجل التعبئة ضد روسيا واتخاذ القضية ذريعة لفرض عقوبات جديدة عليها ، حيث يدور الحديث منذ أيام عن فرض عقوبات على روسيا بسبب الحادثة ، ومن غير المستبعد أن تصل حد وقف مشروع “نورد ستريم2” لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق ، والذي بات على وشك الانتهاء من تنفيذه.
موسكو التي تواجه بصرامة السياسة الغربية العدائية ، عبرت عن رفضها للاتهامات الباطلة الموجهة ضدها والتي تهدف إلى فرض عقوبات جديدة عليها، مؤكدة استعدادها للرد على أي عقوبات جديدة يمكن أن تفرضها الدول الغربية وذلك عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد بهذا الشأن أن العقوبات الغربية الجديدة المحتملة ضد روسيا لا يمكن تركها دون رد فعل، سواء على أساس قوانين الدبلوماسية، أو من أجل الحد من التأثير السلبي للغرب على خطط روسيا وحلفائها.
وقال لافروف، خلال برنامج على قناة “روسيا-1” التلفزيونية: لا يمكن ترك هذه العقوبات الجديدة المحتملة من الغرب ضد روسيا دون رد فعل. أولا، هذا خطأ ، من وجهة نظر القوانين الدبلوماسية. ثانيا ، نريد فقط الحد من التأثير السلبي لمختلف الهياكل والدول الغربية والعديد من المنظمات غير الحكومية المزعومة، على البرامج الموجودة في بلادنا والموجودة لدى حلفائنا.
وتصاعد التوتر مجدداً بين روسيا والغرب على خلفية قضية “التسميم” المزعومة للمعارض الروسي اليكسي نافالني والتي يروج لها عدد من الدول الغربية.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أكدت في وقت سابق أن تمديد عقوبات الاتحاد الأوروبي يتناسب مع الخطاب المدمر للعلاقات مع روسيا.
يبدو واضحاً أن الممارسات الاستفزازية الغربية وحملات التضليل العدائية التي تقوم بها الدول الغربية ضد روسيا بإيعاز مكشوف من الولايات المتحدة تهدف بشكل مباشر للضغط على موسكو لتحصيل بعض التنازلات السياسية في الكثير من الملفات الدولية، رغم المحاولات العديدة التي تقوم بها روسيا للتقرب من الغرب وإقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة معهم ، والتي تعود بالفائدة على القارة الأوروبية كلها ، وهذا على ما يبدو السبب الرئيسي وراء انزعاج الولايات المتحدة ، لأنه سينهي الهيمنة الأميركية، وستكون روسيا الملاذ البديل ، وهو مالا يمكن أن يقبل به النهج الأميركي المتغطرس أو يسمح به