الثورة اون لاين – بيداء قطليش:
في ظل الانتشار الكبير لفيروس كورونا التاجي “كوفيد-19” في أكثر من 198 دولة حول العالم، للشهر العاشر على التوالي، واستمراره بنهش جسد البشرية، وتعطيل الحياة في العديد من بلدان العالم، تعلن منظمة الصحة العالمية وبشكل رسمي يوميا عن أعداد المصابين الجدد، التي يتم تسجيلها كل يوم في مختلف ربوع العالم منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في شهر كانون الأول الماضي، الأمر الذي دفع العديد من الدول إلى إعادة الالتزام بنهج التدابير الصحية، تخوفا من موجة جديدة لهذا الوباء.
وفي الوقت الذي لا زال أطباء وحكومات العالم يجاهدون للعثور على لقاح فعال قادر على وقف انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن جميع المؤشرات تؤكد بأن جائحة فيروس كورونا المستجد باتت تخرج عن نطاق السيطرة.
وقال غوتيريش في الكلمة التي وجهها خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده مساء أمس الأربعاء: ” فيروس كورونا أزمة لا تشبه أي أزمات في حياتنا، ونحن نقترب من تخطي حاجز المليون وفاة بسبب هذا الوباء الذي أصبح التهديد الأول للأمن العالمي”.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن كل دولة في العالم تبذل جهودا وتتسابق مع غيرها من أجل إيجاد اللقاح المناسب الذي يوقف انتشار الفيروس، منوها أن حقيقة الوضع تؤكد بأن ذلك لن يجدي نفعا ولن يوقف تفشيه.
وأضاف: “يجب النظر للقاح على أنه منفعة عامة عالمية، لأن الفيروس لا يعرف الحدود، نحن بحاجة إلى لقاح معقول التكلفة ومتاح للجميع”.
وفي ظل المخاوف المتزايدة من موجة ثانية أشد قسوة، اتبعت العديد من الدول الغنية، بما في ذلك المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، نهج الولايات المتحدة التي وقعت عدة عقود مع المختبرات لضمان الحصول على أولى الجرعات المتاحة، بحسب تقرير صادر عن منظمة أوكسفام غير الحكومية، وأحصت المنظمة أن هذه البلدان، التي تمثل 13 بالمئة من سكان العالم، قد اشترت بشكل مسبق نصف الجرعات المستقبلية من لقاحات كوفيد-19.
وتعمد هذه البلدان إلى التزود كإجراء وقائي من عدة شركات مصنعة متنافسة، على أمل أن يكون أحد اللقاحات على الأقل فعالاً، لكن التقرير يؤكد بشكل عاجل على الصعوبة التي سيواجهها جزء من سكان العالم في الحصول على لقاحات في المرحلة الأولية، بينما قاطعت واشنطن مرفق كوفاكس العالمي للقاحات البرنامج العالمي للقاح المشترك ضد فيروس كورونا المستجد الذي وضعته منظمة الصحة العالمية والذي يفتقر إلى التمويل.
وأشارت منظمة أوكسفام إلى أنه تم بالفعل توقيع عقود مع خمس شركات مصنعة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للحصول على 5,3 مليار جرعة، منها 51 بالمئة للبلدان المتقدمة.
وقد تم تخصيص الباقي للدول النامية، منها الهند حيث يقع “سيروم انستتيوت أوف إنديا”العملاق، وبنغلاديش والصين والبرازيل وإندونيسيا والمكسيك، بحسب منظمة أوكسفام.
واستنكر “شعبوية اللقاح” العديد من مسؤولي الصحة العامة ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في خطاب القته أمام البرلمان الأوروبي.
إلى ذلك، وبالتزامن مع الارتفاع في عدد الإصابات، التي يسجلها فيروس كورونا والضرر الذي يلحقه بالمجتمعات، اعتبر البنك الدولي أن فيروس كورونا يمكن أن يطيح بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه في العقد الماضي في قطاع التعليم والصحة، خاصة في البلدان الأكثر فقرا.
كما أثر الوباء على الجانب السياسي، خاصة في أوروبا حيث أبرز استطلاع، تدهور ثقة الإيطاليين في الاتحاد الأوروبي، حيث قال 44 % منهم إن ثقتهم في أوروبا تراجعت مع الأزمة، ولاسيما بسبب الافتقار إلى التضامن ضمن الاتحاد.