الثورة أون لاين – دينا الحمد:
في السادس من تشرين الأول عام 1973 رسم الجيش العربي السوري البطل بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد صورة ناصعة لإرادة مقاتلنا وعزيمة أمتنا، فقد انتصر جيشنا الباسل في حرب تشرين التحريرية على القوة الإسرائيلية العمياء ومن يقف خلفها في الغرب الاستعماري، وحطم أسطورة العدو وأكاذيب قوته المزعومة.
فحرب تشرين التحريرية أحدثت انقلاباً جذرياً في الخارطة السياسية للمنطقة بعد أن حطمت أساطير الكيان الإسرائيلي العسكرية، ولأنها مثلت بكل ما أفرزته من نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية وجيو استراتيجية تحولاً كبيراً في مجرى الصراع والأحداث في المنطقة والعالم، فإنها وقعت كالصاعقة على العدو الصهيوني الذي راح يبحث عن مخارج لهزيمته ونكسته وورطته.
ومن يقرأ نتائج تلك الحرب التي انتصر فيها السوريون على الكيان الصهيوني يجزم بأنها أسست لمفاهيم جديدة في الحروب, وأرست معادلات لم تكن موجودة قبل ذلك، وأثبتت للعالم كله قدرة السوريين على الانتصار والصمود وقوة الإرادة في مواجهة أعتى القوى الشريرة في المعمورة.
إن هزيمة العدو الصهيوني في تلك الحرب المجيدة دفعته بالتعاون مع أميركا إلى مواصلة حربهم المسعورة ضد سورية على مدى العقود الماضية، وكانت قد بلغت ذروتها في الحرب العدوانية الإرهابية الحالية المستمرة منذ عشر سنوات وحتى يومنا هذا، وكان الكيان الصهيوني قد أقدم خلالها على شن اعتداءات مباشرة على مناطق عدة في محاولة منه لرفع معنويات إرهابييه الذين كانوا يتجرعون الهزيمة ويندحرون على وقع الضربات القاصمة التي يوجهها جيشنا العربي السوري، ومع كل هذا العدوان الجائر والحصار الظالم فإن الكيان الغاصب ومشغليه لم يستطيعوا تغيير وقائع الميدان أو إحداث اختراق ميداني في جبهات القتال، بل حصدوا الخيبة والخذلان.
وتحاول إدارة ترامب العدوانية اليوم ومعها الكيان الصهيوني والنظام التركي ومرتزقتهم من الإرهابيين التشويش على الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وأصدقاؤه لكن رهاناتهم فشلت وسقطت أمام إرادة السوريين المقاومة والصلبة والتي لا تعرف التراجع أو الانكسار، لأنها الإرادة ذاتها التي كسرت شوكة العدو في تشرين التحرير ومرغت أنوف حكامه في وحل الهزيمة.
كما أن من تابع مجريات هذه الحرب العدوانية الإرهابية التي شنتها منظومة العدوان بقيادة أميركا والكيان الصهيوني وأدواتهما الغربية والإقليمية على سورية يجزم أيضاً أن جيشنا العربي السوري الذي انتصر في تشرين يعيد سيرة انتصاراته تلك وهو يدحر تنظيمات الإرهاب التي أنشأتها أميركا والكيان الإسرائيلي الغاصب وداعميه الغربيين.
لقد أستعاد الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية أراضي واسعة في الجولان المحتل كان العدو الصهيوني الاستيطاني قد احتلها في عدوانه في الخامس من حزيران قبل ست سنوات من تشرين، وتمكن بواسلنا الأشاوس من تحرير القنيطرة، ورفع القائد المؤسس حافظ الأسد العلم السوري في سمائها بعد حرب استنزاف طويلة، واليوم يتابع الأبناء والأحفاد تحرير الأراضي السورية التي احتلها الغزاة ودنسها الإرهابيون، وهم مصممون على دحرهم وطي صفحة الإرهاب المتطرف والمدعوم أميركياً وإسرائيلياً وإقليمياً مهما كلفهم من تضحيات.