محطة مضيئة وملحمة خالدة في تاريخ الأمة ووجدانها

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

في تاريخ كل أمة، أيام وذكريات تحتفل وتفاخر بها مدى الدهر لأنها تشكل محطات مضيئة لكل الأجيال القادمة، وهكذا كانت أيام حرب تشرين المجيدة في ذاكرة ووجدان وتاريخ السوريين جميعاً، فحين تحل ذكرى هذه الحرب المجيدة نستذكر بكل الفخر والاعتزاز ملاحمها وبطولاتها وأمجادها، واليوم ونحن نعيش ذكراها السابعة والأربعين، لا بد أن نعيش مشاعر ممزوجة بالكبرياء والشموخ تجاه من صنعوا هذه الملحمة الخالدة في تاريخ العرب الحديث، وهم أبطال الجيش العربي السوري الذين سطروا صفحات مضيئة في تاريخ أمتهم وشعبهم بدمائهم وأرواحهم وتضحياتهم المباركة التي أعادت الكرامة وحررت الأرض من رجس المحتلين الصهاينة.
ولعل من دواعي الفخر والاعتزاز أن أبناءهم وأحفادهم في الجيش والقوات المسلحة يسيرون على نفس الطريق والنهج، إذ خاضوا بكل شجاعة وبسالة وتضحية طوال عشر سنوات مضت أقسى وأعنف أنواع الحروب الحديثة دفاعاً عن إنجازات حرب تشرين ومآثرها الخالدة، وهم يحققون اليوم الإنجاز تلو الإنجاز على طريق تحرير كل شبر من أرض سورية الغالية من رجس الإرهابيين والمرتزقة وداعميهم من جهات وقوى ودول مستعمرة طامعة بأرضنا وثرواتنا وخاصة الكيان الصهيوني الذي تحفظ ذاكرته جيداً ما فعله رجال قواتنا المسلحة بأسطورة جيشه الواهمة خلال تلك الحرب المباركة.
تشهد حرب تشرين المجيدة للجيش العربي السوري بأنه صاحب الفضل الأكبر في تحقيق أول انتصار عربي في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، حيث واجه آلة الحرب الصهيونية الحديثة والمتطورة وتمكن من تحطيمها وقهر الجيش المتورم بأوهام القوة والتفوق العسكري، كما تمكن من تحرير أجزاء غالية من الأرض المحتلة، ولولا توقف الحرب على الجبهة المصرية بقرار منفرد من القيادة السياسية هناك، ودخول الولايات المتحدة الأميركية بكل سطوتها وقوتها وجبروتها على خط الحرب، وانتقال المعارك إلى حرب استنزاف طويلة على الجبهة السورية، لكان الجولان العربي السوري محرراً بكامل ترابه الطاهر.
لقد استطاع الجيش العربي السوري البطل في حرب تشرين تحرير مدينة القنيطرة والمحافظة عليها ليرفع (قائد التشرينين) القائد المؤسس حافظ الأسد علم الوطن فوق ترابها الطاهر في السادس والعشرين من حزيران من العام 1974 طاوياً ذل نكسة حزيران إلى الأبد، بعد أن خاض معارك بطولية ضارية على مرتفعات الجولان وجبل الشيخ، وحرب استنزاف طويلة مع جيش الاحتلال اضطرته لطلب الدعم والمؤازرة من الولايات المتحدة الأميركية التي أمدته بجسر جوي عوضه كل الخسائر التي لحقت به، ومكنه من التقاط أنفاسه والبقاء على قيد المعركة بعد أن انهارت عزائمه وبدأ الرعب يدب في جبهته الداخلية وفي نفوس حكامه ومستوطنيه على مصيرهم المهدد.
لقد بات معلوماً أن الجيش العربي السوري قد حمل على عاتقه منفرداً مهمة استكمال الحرب والحفاظ على الانجازات التي تحققت، ومقاومة الضغط الهائل الذي أحدثه خروج نظام كامب ديفيد من الحرب مبكراً، وتدفق الأسلحة والمساعدات العسكرية الأميركية الهائلة على الكيان الصهيوني لمنع انهيار جيشه وجبهته الداخلية المذعورة.
ففي تلك الحرب المجيدة تم تكريس قيم المقاومة والتضحية والفداء، وظهرت عقيدة الجيش العربي السوري واضحة جلية كجيش يدافع عن كل العرب، ويستعيد أمجاد بدر وحطين وعين جالوت واليرموك، رغم اختلال ميزان القوى العسكرية لصالح العدو، وهذا ما أضاف لانتصار تشرين بعداً جديداً ما زال الكيان الصهيوني يعيش مأزقه ويحسب له ألف حساب، وخاصة بعد أن أشرف الجيش العربي السوري على تدريب ودعم فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان في السنوات التالية لحرب تشرين، بحيث تمكنت من إلحاق الهزائم بالجيش الصهيوني أكثر من مرة بالرغم من الترسانة العسكرية الهائلة التي يمتلكها، والدعم الذي يقدم له من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.‏
وخلال الحرب الإرهابية التي شنت على سورية منذ عام 2011 برهن الجيش العربي السوري في مناسبات كثيرة على وجود روح المقاومة والفداء والتضحية في نفوس منتسبيه وأفراده من ضباط وصف ضباط وجنود، بحيث تحول إلى لغز جديد في العلم العسكري الحديث بالنظر للإنجازات الخارقة التي حققها خلال الحرب على جبهات كثيرة مع الإرهاب التكفيري وداعميه من دول إقليمية ودول عظمى.‏
إن ما حققه جيشنا البطل في السنوات الماضية أثبت أن روح تشرين البطولة والتحرير والمقاومة تسكن في وجدان كل جندي سوري، تلهمه الإباء والعنفوان وتعزز فيه قيم التضحية والفداء دفاعاً عن وطنه وأرضه وشعبه، كما برهنت سنوات الحرب الحالية على امتلاك سورية جيشاً مقاوماً يجيد كل أشكال الحروب الحديثة، من حروب الجبهات وحرب العصابات وحرب المدن وفك الحصار عنها مع كل تعقيداتها، ما مكنه من تحرير المساحة الأكبر من الجغرافيا السورية من الإرهاب التكفيري، وإعادتها إلى سيادة الدولة السورية رغم أنف الداعمين الدوليين والإقليميين وفي طليعتهم الولايات المتحدة ا

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي