الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
انتقد الملياردير الأميركي بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة “مايكروسوفت” مرة أخرى الولايات المتحدة على خلفية تعاطيها مع انتشار فيروس كورونا والاستجابة الشاملة للوباء الذي يستمر انتشاره في العالم بشكل سريع وخطير.
يقول غيتس: أجرت العديد من الدول اختبارات جيدة جدا في وقت مبكر من انتشار وباء كوفيد-19 ولكن الولايات المتحدة، حتى يومنا هذا، لم تحصل على نتائج اختبار سريعة، إنه لأمر محزن حقا أننا لم ننظم آلية جيدة وسريعة للاختبار.
فوفقاً لبعض المسؤولين الفيدراليين، فإن متوسط الوقت المستغرق في اختبارات فيروس كورونا – والذي مازال للأسف يستغرق في كثير من الأحيان أياما وليس ساعات – قد تحسن قليلاً في العديد من الولايات منذ بداية تفشي الفيروس، ولكنه حتى الآن لم يصل إلى المستوى الذي شوهد في العديد من البلدان المتقدمة الأخرى.
وأكد مسؤولو الصحة أن الاختبارات الأكثر انتشارا وسرعة من شأنها أن تشجع المزيد من الأشخاص، والذين كانت نتيجة اختبارهم إيجابية على العزل بشكل آمن، ما قد يساعد في الحد من انتشار المرض أو منع تفشي الأمراض الأخرى التي من الممكن أن تظهر في المستقبل.
وقال غيتس الذي حذر منذ العام 2015 أن العالم سيشهد خطر انتشار وباء سيقتل ملايين البشر:”إن الاستثمار المالي في المزيد من الاختبارات السريعة لفيروس كورونا يمكن أن يبقي العدوى في مستويات يمكن التحكم فيها، وبالتالي تجنب الحاجة إلى المزيد من الإغلاق في البلاد وخاصة الشركات والمدارس”.
كما أشار غيتس إلى النجاح الذي حققته الصين في عمليات الإغلاق من أجل احتواء انتشار الفيروس، لكنه اعترف بأن مثل هذه الإجراءات سيكون تنفيذها أكثر صعوبة في الولايات المتحدة، التي تواصل الإبلاغ عن أكثر من أربعين ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوميا، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
إن الولايات المتحدة لم تقم بالإغلاق التام عندما بدأ الفيروس بالانتشار فيها، في الوقت الذي أثبتت فيه الصين أنه “إذا قمت بإغلاق فعال، فستكون النتيجة هي القضاء على المرض “، “إلا أن الكثير من دول العالم وجدت أنه من الصعب جداً تنفيذ الإغلاق، لكن النتيجة أنهم وصلوا إلى نقطة الصفر في السيطرة عليه”.
وأشار غيتس إلى كل من كوريا الجنوبية وأستراليا باعتبارهما مثالين رئيسيين على البلدان التي نجحت في التصدي بقوة لوباء الفيروس التاجي والسيطرة على انتشاره، وأكد أن هذا لم يكن من قبيل المصادفة إذ إن هذين البلدين لديهما خبرة سابقة في الاستجابة لمرض السارز الذي انتشر في عام 2002، وبما أن هذا الوباء انتشر بشكل سريع، فإن التصرف بالحكمة والذكاء في وقت مبكر سوف يحدث فرقا كبيرا بلا شك، “أعتقد أنه كان يجب علينا أن نعمل بشكل أفضل وأن تكون لدينا ابتكارات في كيفية التصدي لانتشار هذا النوع من الأوبئة الخطيرة والكارثية، لكننا الآن، وبعد مضي عدة أشهر من ظهور الفيروس، مازلنا نتعامل مع الأخطاء التي ارتكبناها في شباط وآذار حيث كان الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة.”
وكان غيتس قد قال في وقت سابق إنه من “المحزن والمخيب للأمل” أن حكومة الولايات المتحدة، بعد شهور من انتشار الوباء، لم تكن قادرة على إيجاد الطرق السريعة لتحسين اختبارها.
وأضاف أنه كان على اتصال بالحكومة الفيدرالية وأوصى بأن تنشئ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها موقعا إلكترونيا عاما لتحديد الأولويات في إجراء الاختبارات ومدى سرعتها.
يمول غيتس أيضًا جهود تطوير اللقاحات التي تقوم بها AstraZeneca وJohnson & Johnson و Novavax ، وقد صرح بأنه يأمل أن تخطو الولايات المتحدة خطوات إيجابية العام المقبل حيث سيصبح لقاح فيروس كورونا القابل للتطبيق حقيقة واقعة.