بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن
الحرب لمّا تنته، كلما انتهت منها معركة عمد المشغلون لافتعال معركة أخرى يجددون وسائلهم بكل ما أوتوا من خبث ودهاء وهي كما نكرر دائماً ليست عسكرية فقط بل بكل الوسائل يخوضها العدو الوجودي ومنها علينا أن نتوقع منه أقذر الأساليب فهو ليس وليد ( العدو ) حضارة عمرها آلاف السنين بل لقيط ابن الإرهاب الذي يعطيه قوة وجوده وهي قوة لم ولن تكون دائمة قد تطول فترة بقائها ولكنها في المحصلة إلى زوال وهزيمة.
أما السوريون الذين تجذروا في الثقافة والحياة والحضارة، وكانوا سادة هذا العالم عطاء، فهم في عين الإعصار تماماً يعرفون كيف يقاومون ويواجهون، بالسلاح وبالعمل بالتجذر بالأرض وهذا سر الصمود وقوته، الجميع معني أن تبقى الجذور ضاربة في العمق، متجهة نحو المستقبل.
دمر الإرهاب الكثير وخسرنا موارد كثيرة لكننا لم ولن نيئس أبداً، نبتكر القدرة على الفعل والتضحية من الحسكة إلى درعا إلى الجولان إلى حلب وكل شبر سوري، عشنا الكثير من المصاعب لكننا انتصرنا عليها واليوم كما الأمس قادرون على الفعل وتجاوز المحن.
وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى المناطق التي تضررت، تحمل الكثير من الدلالات فحين يقول السيد الرئيس: إن الدولة سوف تتحمل قسما كبيراً من التعويض والعمل على ترميم ما كان، بل تجاوز الآثار السلبية كلها، يعني أن الدولة قوية راسخة متجذرة وهي الحضن الآمن لكل السوريين، بالوقت نفسه يحملنا الأمر مسؤوليات كبيرة جداً ويضعنا أمام الحقائق التي يجب أن نعيها، أن الجميع مسؤول كلّ في موقعه وعمله، كلّ يؤدي واجبه وليكن عين الوطن يحرسه ويعرف كيف ومتى يجب أن يتحرك بوجه من يعبث بامنه واستقراره، وبغض النظر عما سبب بهذه الكارثة الوطنية فالمشهد واضح وبيّن وجلي، معركة من معارك انتزاع مقومات صمودنا، لكنها باءت كما سابقاتها بالفشل وعلينا إلا نغمض العين عن الكثير من أساليب العدو الجديدة، لابد من استنفار الهمم، رصدا ومتابعة وعملاً على تجاوز ما ألم ّ بالوطن ونحن على قدر المواجهة.