تحية الإعلام السوري .. تحية صادقة ..من رجل صادق لنشاط وأداء يستحق التحية بكل صدق..
فيما أقوله ..لا أستهدف رد التحية بأجمل منها وحسب .. وقد أمضيت في هذا الإعلام الشطر الغالي من العمر .. ولم يعد لي فيه غير هذه الزاوية .. ولا أنا أستهدف التباهي وتقديم الإعجاب على طبق من ذهب .. أبداً .. فأنا بصدق لست شديد الإعجاب .. بل أنا أنشد الأفضل بكثير .. وبرأيي أنه متاح .. عندما تصح النيات وتصح العزائم..!!
يؤدي الإعلام اليوم مهمته .. محاطاً بظروف ليست صعبة وحسب ..بل هي لا منطقية .. من كل جوانبها لا منطقية .. الركن الوحيد فيها الجدير بكل احترام.هو جهد كبير كريم طيب يبذله زملاء شباب في مواقع مختلفة متحدين ظروفهم غير المقنعة.. وضمن هذه الظروف يواجهون بحاراً ومحيطات من نشاطات إعلامية يهمها كثيراً أن تنده بصوت قوي موارب: توقفوا .. لم يعد لديكم ما تقولونه..
وبصراحة ..الحالة صعبة .. والوضع غير متألق ..؟؟
ماذا يعني ذلك..؟
هل أعني أن الإعلام كان مختلفاً عندما كنت فيه .. واليوم أصبح متخلفاً إذ إنني صرت على هامشه ..؟!
لا بل الحكاية مختلفة..؟؟؟
من ناحية المبدأ .. نعم وبالتأكيد .. تراجع وضع الإعلام كثيراً مع تراجع دور الدولة في الحياة السورية..
منذ نهايات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي .. حيث نظرت الدولة تمثلها الحكومة إلى مهمتها بنوع من التعب والرغبة في التنازل عن بعض مهماتها للخاص والأهلي وغيرهما .. ولم يكن في ذلك أي خطأ كتوجه، في الإعلام وغيره .. لكن التنفيذ كان كارثة..!!
فالدولة “الحكومة” بدا واضحاً أنها تتبنى مسألة ليست شديدة الاقتناع بها .. وبالتالي تنازلت ولم تتنازل .. فضاعت المسؤولية..!
أين المن والسلوى الذي وعدنا أرواحنا به مع تراجع دور الدولة..؟!
لقد ظهر الإعلام الخاص كحمل كاذب.. وهو عجز إلى حدٍّ كبير عن أن يعلي صوته ويظهر مقدرته .. ليس لأنه فاقد القدرة .. بل لأن ظروفه لم تترك له فرصة تعميق الوجود والمراهنة على الأداء الإعلامي للثبات والنجاح..
سأعود للحديث لاحقاً لأبين مقترحي ووجهة نظري.. وسأختتم اليوم – كي لا تطول هذه الزاوية عن الحجم المخصص لها – بالقول إنه بكل الظروف ورغم كل ما عرفه دور الدولة من تراجع .. ورغم الحرب والإرهاب والفساد وكورونا .. ظل هناك من حمل الراية ورغم أنوف الجميع ظل يقول:
هنا دمشق ..
معاً على الطريق.. أسعد عبود