أثلجت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الأخيرة للمناطق التي تعرضت للحراىق قلوب السوريين بشكل عام وسكان تلك المناطق بشكل خاص، وخاصة أنها أتاحت المجال لهم ليتحدثوا عن معاناتهم والخسائر التي تعرضوا لها بشكل مباشر والتي أصبحت معروفة، ومن المؤكد أن الكثير من القرارات ستصدر بخصوص تعويضهم من جهة وأيضاً منع تكرار ما حدث والذي وصفه السيد الرئيس بالكارثة الوطنية..
سيادته تحدث عن ضرورة وضع خطط منطقية وفعالة لتجاوز الضرر الكبير وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح لاسترجاع الثروة الحراجية والزراعية التي تضررت بشكل واقعي بعيداً عن التنظير والاستسلام للأمرالواقع، وبالتالي فقد وضع سيادته خارطة طريق تعتمد بالدرجة الأولى على احتفاظ أصحاب الأراضي بملكياتهم وعدم التوجه لبيعها للمتربصين ومستغلي الفرص، الأمر الذي يفشل المؤامرة التي حاكها البعض ونفذها البعض الآخر لجعل معاناة السوريين أكثر صعوبة وقسوة..
الأمر الآخر يتمثل بضرورة التحرك بسرعة لزراعة الأرض وتعويض الخسارة، ولكن بمنطق وعقلانية وفق خطط علمية وعملية يجب أن تضعها الجهات المعنية وتتخذ القرارات والإجراءات لتطبيقها على مستوى الدولة السورية ككل..
يتوجب علينا جميعا كمجتمع محلي أن يكون لنا دور في تدارك ما حدث وأن نتسلح بالوعي والإصرار لتجاوز هذا المصاب الوطني مع مشاركة أصحاب الرأي والخبرة الأكاديمية المعول عليهم الكثير خلال الفترة القادمة..
أما رجال الأعمال فيجب عليهم أن يثبتوا أنهم شركاء وطنيين من خلال تقديم المساعدة في إعانة من تعرض للخسارة، فلا يجب أن تترك الدولة وحيدة في هذا المجال وعلى الرغم من أن هناك مبادرات بدأت في هذا المجال إلا أنها وللأسف مازالت خجولة واستعراضية وجاءت من باب رفع العتب..
المصاب ألمّ بسورية بأسرها، وعلينا أن نثبت لأنفسنا بداية وللعالم المتخاذل أجمع أننا قادرون على تجاوز هذا المصاب الذي فيه الكثير من العبر والدروس…
على الملأ – باسل معلا