الثورة أون لاين – غصون سليمان:
أن تكون بينهم وترى مشاعرهم وتحتفي بهم وهم يعتلون منصة التتويج، تدرك عن قرب حقيقة تلك المشاعر وذاك الإحساس الذي ينبض بفعل الفرح والسرور يوم أهدوه إلى أسرهم وعائلاتهم أولاً ومجتمعهم ثانياً، بعد عام دراسي طويل كان الأثقل زمنياً، لكن تعبه ولّى في نفوس أبنائنا حين فازوا بجني الثمار وقطاف التعب، والنتيجة نجاح وتفوق لمن ثابر واجتهد.
فالتكريم السنوي الذي تقيمه الاتحادات المهنية والنقابية والمنظمات الشعبية أصبح نشاطاً مهماً من أساس العمل، وتقليداً بالعرف الاجتماعي وميزة لبيئة العمال، وبالتالي هو الأكثر تأثيراً وإيجابية في تحقيق الربح المعنوي، ما ينعكس طمأنينة وراحة بال وثقة بالمستقبل وقدرة على العطاء.
الطبقة العاملة السورية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات العمال قد جسدت منذ التأسيس ولغاية اليوم حالة التكريم لأبطال الإنتاج في العمل وأبطال الإنتاج في منازلهم حين يساهمون بدورهم وواجبهم العائلي بتفوق أبنائهم بالشهادات الثانوية والإعدادية بفروعها كافة لينطلقوا إلى جوانب بناء المستقبل.
ففي العاشر من الشهر الحالي أقام اتحاد عمال دمشق حفل تكريم للطلبة المتفوقين من أبناء العمال في الشهادتين الإعدادية والثانوية تم خلاله تكريم ٣٥٩ طالباً وطالبة منهم ٩٠ من الشهادة الثانوية و٢٦١ من التعليم الأساسي، و ٨ من الإعدادي الشرعي.
العلامة التامة نالتها الطالبة سارة سعدو ابولوح ٢٩٠٠، وفي التعليم الأساسي نالت العلامة التامة “٣١٠٠” كل من الطالبات: آية علي صالح، وشذا عبد الرحيم أحمد، وجنى علي يوسف من نقابة الطباعة والإعلام، ومن نقابة الدولة والبلديات الطالبة رهام عادل عبد الله، ومن نقابة الصحة الطالبة رؤى ياسر القصار، ومن نقابة المعدنية الطالبة آلاء عهد الحامضة. حيث تم تقديم جوائز بقيمة ١٠٠ ألف ليرة للمتفوقة في الشهادة الثانوية، و٧٥ ألف ليرة للمتفوقات الستة بالعلامة التامة بالتعليم الأساسي، ٣٥ ألفاً لبقية الطلاب المتفوقين مع فارق بسيط بأجزاء العلامة، إضافة إلى شهادات التقدير للجميع بحضور المعنيين بالتنظيم النقابي والحزبي والتربوي في دمشق وريفها.
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري بين في لقائه المتفوقين أنه إذا كان التفوق بحد ذاته قيمة فهو يكتسب قيمة إضافية عندما يكون المتفوق ابن أسرة عمالية كادحة تصل الليل بالنهار لتأمين صمودنا ومتطلبات الأبناء في ظل ظروف اقتصادية خانقة ووضع معيشي ضاغط فرضته الحرب الإرهابية والحصار على سورية. مضيفاً أن التفوق أصبح سمة ملازمة للمواطن السوري الذي تفوق في صموده أمام هذه الحرب العدوانية وتجلياتها، فالصمود والنصر بالنسبة لأبناء سورية الشرفاء ليس خياراً بل هو حتمي بكل المقاييس.
عدنان الطوطو رئيس اتحاد عمال دمشق وصف التفوق بأنه شرف وتضحية وإخلاص، و رد جميل لمن زرع الأمل في النفوس، ولوطن لم يبخل يوماً في العطاء لأبنائه على امتداد الجغرافية السورية. معبراً عن سعادته بتفوق أبناء عمال سورية الأوفياء الذين امتزج دمهم بعرقهم في الدفاع عن معاملهم ومنشآتهم، وكانوا رديفاً حقيقياً لجيشنا البطل، يمدون أبناء الوطن وهم خلف آلاتهم وخطوط إنتاجهم بما يحتاجونه من مقومات الصمود.
الطالبة المتفوقة سارة سعدو أبو لوح الحائزة على العلامة التامة بالشهادة الثانوية الفرع العلمي قدمت تحيتها المعطرة بعبق النجاح وشذا التفوق باسم الطلاب المتفوقين إلى الحضور الكبير من العائلة العمالية، وقالت ابو لوح: نحن نلنا آمالنا ليس بالتمني وإنما بالاجتهاد الذي أضاء لنا مصباح الحياة لاختيار الأفضل، لقد ذللنا كل الصعوبات بالمثابرة والتعب واستثمار الوقت بشكل جيد لنصل بكفاحنا المنشود في سبيل العلم إلى التميز والتفوق رغم كل الظروف الصعبة التي أصابت بلدنا، مؤكدة أن الجانب المهم والعوامل المساعدة في تحقيق النجاح هو حصيلة ما وفرته الأسرة من جو مريح ما أمكن، والمدرسة من مناخ تعليمي جيد كان الفضل فيه لمعلمينا ومعلماتنا، الذين زرعوا في نفوسنا روح الأمل والعمل، فلكل هؤلاء نقول بوركتم وبوركت جهود اتحاد عمال دمشق، والاتحاد العام لنقابات العمال لما قدموه ويقدمونه باستمرار إلى العمال والعاملات وأبنائهم من نشاطات مختلفة على مدار العام.
وبدوره قال الطالب المتفوق بشهادة التعليم الأساسي للمرحلة الاعدادية يعقوب يوسف أحمد: إن التفوق هو حلم الآباء والأبناء، ويعني التميز والنصر، والوفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نعيش.
فالتفوق برأيه يعني الاجتهاد والمثابرة لبناء الوطن وإعلاء شأنه وبالعلم نبني ونعمر ونحصن بلادنا.
وذكر كيف أن لكل طالب ساعته البيولوجية التي تقرر الوقت الأكثر فعالية للقراءة والفهم والاستيعاب، وبالنسبة لي يقول أحمد: كنت أفضل القراءة في ساعات الصباح الباكر، وأنام في العاشرة مساء ولا أستطيع الاستيعاب في ساعات متأخرة من الليل وهنا ليس المهم وضع برنامج زمني للدراسة بقدر أهمية القدرة على تنفيذه.
منذ بداية العام الدراسي، لافتاً إلى أن الكم الوقتي للقراءة ليس معياراً وإنما نوعية الوقت، فكثير من الطلاب يجلسون ساعات في غرفهم يدرسون ولكن تحصيلهم الدراسي لم يكن بمستوى ساعات دراستهم.
وأوضح أحمد الدور الذي تلعبه الأسرة في التشجيع والمتابعة والمراقبة عن بعد والدعم النفسي للطالب وذلك بعدم مقارنته بزملائه وإخوته ومدى استيعابهم، إذ إن لكل طالب قدرات مختلفة عن الآخر، وقال إن موال الأهل من خلال عبارة ” ادرس، ادرس”، يعطي نتائج عكسية وينفر الطالب من القراءة.
وعن شعوره بحفل التكريم ذكر بأنه حافز للاستمرار في المثابرة ويخلق منافسة ايجابية بين المتميزيين ودافع لاجتهاد الطلاب الآخرين المقصرين بعض الشيء لبذل المزيد من الجد والتعب للفوز والتفوق.
وختم أحمد حديثه بعبارة: أن تقف على المنصة وتكرم من قبل جهات معنية، وعيون الآباء تترقب بفرح وفخر وأمل.. هي لحظات لا تنسى وبصمة في تاريخك الدراسي.
نبارك لأبنائنا الطلبة وأسرهم من الطبقة العاملة وجميع المعنيين بالتنظيم النقابي فرحة النجاح والتفوق فهي الأغلى على الصعيد الشخصي والوطني.