الثورة أون لاين- راغب العطيه:
في دليل جديد يكشف مدى الخداع والكذب الأميركي، والذي يصب في خانة الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني، قال السفير الأمريكي في الكيان الغاصب، ديفيد فريدمان، إن خطة “الضم” لم تلغ ولم تهمل، بل تم تأجيلها بسبب عمليات التطبيع، وذلك في خلاف واضح لما زعمته واشنطن وحكومة العدو الصهيوني، وحتى المطبعين أنفسهم، ما يعني أن الولايات المتحدة بطريقها نحو الاعتراف بما يسمى “السيادة الإسرائيلية” على غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، والتي تشكل 30 بالمئة من مساحة الضفة في الأسابيع المقبلة، ويعني أيضا بأن إدارة الإرهاب الأميركية ماضية في دعمها للاستيطان والتوسع الصهيوني على حساب حقوق الفلسطينيين.
فريدمان وفي حواره مع صحيفة “يسرائيل هايوم” أشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت على وشك توسيع “سيادتها” إلى غور الأردن، وربما إلى مناطق أخرى، لكن ظهرت لهجة جديدة للإدارة الأمريكية أوقفت هذه الخطة، مشددا في الوقت نفسه على أنه تم استخدام كلمة تعليق، لا إلغاء ولا إهمال، من أجل إتمام صفقات التطبيع.
تنفيذ قرار الضم وفق ما كانت قد طرحته حكومة الإرهابي نتنياهو، لا يمكن اعتباره سوى مسمار أخير في عملية التسوية، وتصريحات فريدمان تشير إلى أن ثمة ضوءا أخضر أميركيا لتنفيذه قريبا، ليشكل بذلك نكبة أخرى للشعب الفلسطيني، واستكمالا لوعد بلفور القائم على دعم الكيان الصهيوني في سرقة الأرض الفلسطينية التاريخية، حيث سيترتب على هذا القرار بحال تنفيذ تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم من تلك المساحة الشاسعة في الضفة الغربية، وإحلال المستوطنين مكانهم، وبالتالي القضاء نهائيا على حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهذا بطبيعة الحال جزء من “صفقة القرن” التي يهلل لها المطبعون.
حكومة الاحتلال وبدعم واضح من الولايات المتحدة تسابق الزمن اليوم لفرض مشروعها الاحتلالي التوسعي على حساب الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني، وهي تمارس أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين لتنفيذ مخططاتها، ويكاد لا يمر يوم إلا وتصعد فيه ممارساتها الوحشية تحت أنظار العالم.. وفي سياق عربدتها المتواصلة تلك شنت قوات الاحتلال اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة طالت 20 فلسطينيا من الخليل وجنين وبيت لحم ورام الله وطوباس، ونابلس في الضفة وفق ما ذكرته وكالة وفا.
وتماشيا مع سياسة التهجير الجماعي، هدمت جرافات وآليات الاحتلال الإسرائيلي اليوم خيام أهالي قرية العراقيب المهددة بالتهجير في منطقة النقب، للمرة 179 على التوالي، حيث تواصل سلطات الاحتلال هدم هذه القرية منذ العام 2000 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
وفي المقابل، يصر أهالي العراقيب على البقاء في قريتهم وإعادة بناء الخيام والمساكن والتصدي لمخططات تهجيرهم وتهويد قريتهم.
وبالإضافة إلى العراقيب، تقارع القرى العربية في منطقة النقب، مخططات الاقتلاع والتهجير المفروضة عليها بشكل يومي، ويدرك أهالي النقب أن الهدف من التضييق عليهم وملاحقتهم بحجة “البناء غير المرخص” هو الإجهاز على دعاوى ملكية أراضيهم والسيطرة على الوجود العربي في النقب.
ويعيش نحو ربع مليون عربي فلسطيني في منطقة النقب، يعانون التمييز الصارخ في حقوقهم الأساسية في مجالات السكن والتربية والتعليم والأجور والتوظيف وغيرها.
على التوازي ضخّ مستوطنون، اليوم مياها عادمة في أراضي الفلسطينيين الزراعية بقرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وغالبية هذه الأراضي مزروعة بأشجار الزيتون، فيما وضع مستوطنون آخرون مسامير حديدية في الطريق المؤدية إلى منطقة الكرم الغربي في قرية قريوت، لإعطاب عجلات مركبات المواطنين وإعاقة وصولهم إلى أراضيهم الزراعية.
وفي ظل الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى، اقتحم عشرات المستوطنين اليوم الخميس، باحات المسجد المبارك، من جهة باب المغاربة بحماية شرطة الاحتلال ، فيما طالب مستوطنون من جماعات ما تسمى بـ”الهيكل” عبر فيديوهات بثوها بطرد دائرة الأوقاف ووقف عملها.
وأفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية بالقدس المحتلة، بأن 81 مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى في الفترة الصباحية من الاقتحامات ونفذوا جولات استفزازية، والتقطوا صورا تذكارية لهم.