الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
تحول شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بؤرة توتر في الآونة الأخيرة بسبب الاستفزازات التركية المتواصلة، من خلال عمليات التنقيب عن موارد للطاقة في مناطق بحرية حدودية مع اليونان، وفي كل مرة تسعى فيها أثينا وأطراف دولية لتخفيض منسوب التوتر بين البلدين الجارين العضوين في حلف الناتو، تتحين أنقرة الفرص لإشعال الشرارة، عبر مزيد من الإجراءات غير الشرعية في شرق المتوسط.
وفي مؤشر ينذر إلى تصعيد جديد، وضعت اليونان سفنها الحربية في جنوب شرقي بحر إيجه في حالة التأهب، على خلفية قرار تركيا تمديد فترة أعمال التنقيب في منطقة تعتبرها أثينا تابعة لجرفها القاري.
وأصدرت البحرية اليونانية اليوم الخميس رسالة مضادة عبر نظام التكلس الملاحي البحري الدولي “نافتكس”، ردا على رسالة أخرى أعلنت فيها تركيا عن تمديد مهام التنقيب التي تنفذها ثلاث سفن منها “أوروتش رئيس” في المياه بين جزيرتي كاستيلوريزو ورودوس حتى 27 من الشهر الجاري بدلا عن 22 منه كما كان مقررا أصلا.
وشددت البحرية اليونانية في رسالتها على أن أعمال التنقيب التي تنفذها تركيا في المنطقة المتنازع عليها “غير مرخص بها وغير قانونية”.
وأفادت تقارير صحفية بأن البحرية اليونانية رفعت درجة تأهب قواتها في المنطقة إلى “البرتقالية”، عندما اقتربت “أوروتش رئيس” بمسافة 14 كيلومترا عن كاستيلوريزو الواقعة قرب البر الرئيسي التركي.
ونشرت وزارة الدفاع اليونانية الأربعاء الماضي صورا تظهر ما تم وصفه بـ”الجدار الحامي” المؤلف من السفن الحربية المعنية بحماية المنطقة المتنازع عليها.
وحسب التقارير، تعمل أكثر من 60 سفينة حربية يونانية حاليا في المنطقة على متابعة تحركات “أوروتش رئيس”.
ونشر تلفزيون يوناني تقريرا غير مؤكد أفاد بوقوع احتكاك بين فرقاطة تركية و”أوروتش رئيس” قبالة كاستيلوريزو، مشيرا إلى أن الفرقاطة منعت سفينة التنقيب التركية من الاقتراب من سواحل الجزيرة.
تلك الأحداث جعلت من احتماليات التصادم المباشر واردا بشكل كبير لاسيما مع مساعي النظام التركي المحمومة لتحقيق أطماعه التوسعية في المنطقة، ضاربا بعرض الحائط كل التفاهمات التي حصلت بين الجانبين اليوناني والتركي مؤخرا.
في سياق آخر وعلى خلفية ورقة اللاجئين التي تسعى من خلالها أنقرة للضغط على اليونان والاتحاد الأوروبي، أطلقت اليونان عملية بناء جدار حديدي على الحدود مع تركيا، حيث ذكرت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الخميس، أن اليونان انطلقت ببناء جدار حديدي على الحدود مع تركيا، وذلك للحد من تدفق طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يصلون إلى أراضيها.
وشهدت المنطقة صدامات استمرت أياما خلال محاولات عبور المهاجرين الحدود، وعمليات اعتراض لهم من جانب شرطة مكافحة الشغب اليونانيين.