هل ينجح الناتو والاتحاد الأوروبي في تثبيت جبهتهما الداخلية و ردع موسكو؟

الثورة- نور جوخدار

مع تصاعد التوتر في شرق أوروبا، تتبدى ملامح حرب لم تقع بعد، لكن موسكو تمارسها بأساليب شتى، عبر بثّ الذعر في المجتمعات الأوروبية، وزعزعة الدعم الشعبي لأوكرانيا، وخلق انقسامات داخل الناتو والاتحاد الأوروبي، فمن الطائرات المسيّرة التي تُحلّق فوق مطارات ومنشآت حيوية إلى التشويش المتعمد على أنظمة الملاحة الجوية، وصولاً إلى الهجمات السيبرانية.

يجد الحلف الأطلسي نفسه اليوم أمام اختبار وجودي حقيقي فهل ينجح في الحفاظ على تماسكه في مواجهة هذه الاستراتيجية الروسية؟.

في تقرير تحليلي نشره موقع  “آي بيبر” البريطاني أكد فيه أن كل الآمال في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تبخرت، وإن الحرب- التي لم تعد حرب أوكرانيا وحدها- قادمة.

وأشار التقرير إلى اتفاق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في اجتماع طارئ يوم الجمعة الماضي على إعداد خطط لبناء شبكة دفاعية ضد الطائرات المسيّرة تغطي الجبهة الشرقية بأكملها وتحمي البنية التحتية الحيوية.

وأطلق على هذه الشبكة اسم “جدار الطائرات المسيّرة”، وهي ليست حلا سحريا، لكنها- على الأقل- تشير إلى اعتراف ضمني بأن الحرب قادمة وأن على أوروبا أن تتحرك بوتيرة أسرع بكثير.

ونقل التقرير عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها: إن أوروبا يجب أن تستجيب للنداء لبناء جدار من الطائرات المسيّرة، باستخدام الرادارات وأجهزة الاستشعار الصوتي وأنظمة الاعتراض.

كما نقل عن الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه تحذيره من “أن أوروبا لا تستطيع الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين اليوروهات لاعتراض مسيّرات زهيدة الثمن، وأن معادلة الردع تتطلب أسلوبا جديدا”.

ويلعب الأوكرانيون دوراً محورياً في هذا المشروع؛ فبينما تموّل أوروبا دفاعاتها، يشارك الأوكرانيون خبراتهم الميدانية في تطوير ونشر هذه المسيرات التي أصبحت رمزاً للحرب، بحسب التقرير.

كما يعكس قرار بريطانيا الانخراط بقوة في المشروع الأوروبي لبناء “جدار الطائرات المسيّرة” إدراكاً متزايداً بأن الحرب لم تعد محصورة داخل حدود أوكرانيا، فقد بدأت المملكة المتحدة بالتعاون مع كييف في إنتاج أعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة الاعتراضية زهيدة التكلفة، استعدادا لتشكيل قاعدة لحاجز جوي دفاعي يمتد على طول الجبهة الشرقية لحلف الناتو.

وعلق كاتب التقرير بأن الرسالة واضحة، وهي أن الحرب لم تعد حرب أوكرانيا وحدها، بل حرب أوروبا بأسرها.

وتأتي المبادرة البريطانية في أعقاب سلسلة من الاختراقات المتصاعدة التي جعلت الحرب وشيكة بشكل خطير، منها اختراق المجال الجوي لكل من: بولندا في 18 أيلول 2025، حيث اخترقت 23 طائرة مسيّرة يُرجّح أنها روسية الأجواء البولندية؛ أسقطت طائرات الناتو أربعاً منها بينما تحطمت أخرى داخل الأراضي البولندية ولم تُسجل إصابات.

وبعد يومين فقط، عبرت ثلاث مقاتلات روسية من طراز “ميغ 31” المجال الجوي الإستوني وأطفأت أنظمة تحديد المواقع، وبقيت في الأجواء 12 دقيقة، ما أثار استنفاراً واسعاً رغم عدم إطلاقها صواريخ.

وفي توقيت متزامن أُغلق مطار أوسلو نتيجة رصد طائرات مسيّرة، فيما حذّرت الاستخبارات النرويجية سابقاً من هجمات محتملة على بنيتها التحتية مصدرها موسكو.

وفي فنلندا، تعرضت طائرات مدنية لتشويش متعمد على أنظمة “جي بي أس” فوق بحر البلطيق، ما أربك الملاحة الجوية.

هذه الوقائع كما يوضح التقرير تعكس نمطاً واضحاً، بوتين يختبر حلف الناتو بحثاً عن ثغرات، ليرى إلى أي مدى يمكنه التمادي من دون مواجهة رد عسكري.

وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ينجح الناتو والاتحاد الأوروبي في تثبيت جبهتهما الداخلية وردع موسكو، أم أن روسيا ستستمر في “حرب الاختبارات” حتى تنكسر إرادة الغرب قبل أن تنكسر قواته؟.

آخر الأخبار
طرطوس تحتفل باليوم العالمي للسياحة بماراثون رياضي وعروض بحرية مبهرة   "التعليم العالي": التوجه نحو جامعة سورية حديثة "مغسلة" تكشف المستور.. والرقابة تتدخل نقابة المهندسين واستحقاق الإعمار..نحو دور وطني مستقل في بناء سوريا كيف تتحول الاحتفالات إلى استعراض ونزيف للموارد؟ رغم توفرها.. ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في طرطوس تحرم الناس شراءها هل ينجح الناتو والاتحاد الأوروبي في تثبيت جبهتهما الداخلية و ردع موسكو؟ إرادة الشعب تترجمها صناديق الاقتراع الأحد المقبل في انتخابات مجلس الشعب "لا توجد شبكة".. شعار الإنترنت المفقود بين الشبكات الأرضية والفضائية بحلب آفاق جديدة للتعاون التجاري والصناعي بين حلب و"جيزرة" التركية ماذا تتضمن خطة ترامب للسلام في غزة.. وهل تنجح؟ وزير الإعلام السعودي: العلاقات مع سوريا متجذرة  الدعاية الانتخابية بدءاً من اليوم..  والسبت صمت انتخابي إعادة تأهيل مطار دير الزور المدني لوضعه في الخدمة صيانة أوتوستراد دمشق - درعا الدولي ترامب متفائل بوقف الحرب.. وتظاهرات في ألمانيا نصرة لغزة العطش يداهم "تل شهاب" في درعا هل تحدث الأمم المتحدة ثورة للتغيير في العالم؟ حفل ختام افتتاح قلعة حلب.. صفحة جديدة في ذاكرة المدينة السياحة البيئية البحرية كنوز تنتظر من يوقظها