الثورة – فؤاد الوادي:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 724 ارتكاب المجازر في قطاع غزة المنكوب والمحاصر، الأمر الذي يرفع حصيلة الشهداء كل دقيقة، فيما لا يزال الآلاف عالقين، لا يستطيعون مغادرة منازلهم، بسبب القصف العشوائي، وسط تفاقم مأساة التجويع، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج.
وذكرت وكالة “وفا ” الفلسطينية أن عشرات الفلسطينيين استشهدوا اليوم الاثنين جراء قصف الاحتلال مبنى يأوي نازحين في منطقة الكتيبة غرب مدينة غزة، فيما استشهد وأصيب عشرات آخرون، في قصف الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق المدينة، بينما تمكنت طواقم الإنقاذ من انتشال جثامين شهداء جرّاء قصف الاحتلال نازحين غرب المدينة.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في تصريحات إعلامية وأخرى نشرها عبر منصة “تروث سوشيال”- تفاؤله بالتوصل لاتفاق يتعلق بقطاع غزة وسط تواصل المفاوضات، معرباً عن أمله بأن يجلب السلام إلى المنطقة، وذلك قبل اجتماع يجمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين.
وفي الضفة الغربية المحتلة، واصل الاحتلال حملة الاقتحامات في مناطق عدة، في حين أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي في كتيبة المظليين متأثراً بإصابته عند مفترق جيت شمال الضفة بعد تنفيذ عملية بالمنطقة.
في غضون ذلك، شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف، رافعين أعلام فلسطين ولافتات تدعو إلى الحرية ووقف الحرب في غزة، في مشهد يعكس تحوّلاً ملحوظاً في المزاج الشعبي الألماني تجاه الموقف من إسرائيل.
وخرج عشرات الآلاف إلى شوارع برلين، للمطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وسار المتظاهرون من أمام مبنى البلدية وصولاً إلى نصب “عمود النصر”، حيث اختتمت الفعالية بتجمع جماهيري وحفل موسيقي شارك فيه فنانو راب وهيب هوب.
ورفعت الحشود أعلاماً فلسطينية ولافتات حملت شعارات مثل “الحرية لفلسطين” و”الغذاء والماء حقوق إنسانية”.
وأكد داستن هرشفيلد، أحد المشاركين في مظاهرة “معاً من أجل غزة”، أن الحضور الضخم يبعث رسالة واضحة بأن هناك أغلبية ترفض السياسات الإسرائيلية وما وصفه بـ”الإبادة الجماعية”.
وبحسب تقديرات الشرطة، بلغ عدد المشاركين نحو 60 ألف شخص، في حين قدّر المنظمون العدد بما يقارب 100 ألف. وانتشر نحو 1800 عنصر من قوات الأمن لتأمين التحرك الذي مر بشكل سلمي حتى مساء اليوم نفسه.
من جهته، وجّه حزب اليسار، الذي شارك في تنظيم المظاهرة إلى جانب جمعيات مدنية، انتقادات حادة للحكومة الألمانية بسبب ما اعتبره “صمتاً” حيال تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. ودعا الحزب برلين إلى اتخاذ إجراءات عملية وممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لتغيير سياساتها.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يتزايد فيه الغضب الشعبي بألمانيا تجاه حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.