الثورة – سمر رقية:
حركة تسوق قليلة وصلت حد الجمود، تشهدها أسواق الخضار والفواكه محافظة طرطوس عموماً، ومدينة القدموس خصوصاً، والسبب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه- حسب رأي مواطنين، فيما عزا أصحاب المحال التجارية قلة تسوق الزبائن، أننا في أواخر الشهر وذوي الدخل المحدود جيوبهم فارغة.
مراسلة صحيفة الثورة جالت على عدد من محال الخضار والفواكه في أسواق المدينة لتجد توفر جميع أنواع الخضار والفواكه مركونة وبكميات كبيرة في المحال، مع تباين أسعارها بين محل وآخر، وتباين آراء مستهلكها فمنهم وجد ارتفاعاً كبيراً في مختلف أسعار الخضار والفواكه بعد أن كانت قد استقرت لفترة معينة، ما شكل قلقاً لديهم كونهم من أصحاب الدخل المحدود، ولا تناسب الأسعار قدرتهم الشرائية على الإطلاق حسب قولهم، وقلة قليلة وجدوا قبولاً في الأسعار والقدرة على الشراء.
الوضع غير مقبول
تقول هيام إبراهيم: عادت الأسعار وارتفعت مجدداً، وكل تاجر يبيع على مزاجه، ليحرم المستهلك من التنوع ويكتفي بصنف واحد فقط كصحن مفركة بطاطا مثلاً، أو صحن كوسا مع بندورة، أو صحن باذنجان مشوي فقط، من دون أن يرافقه أي نوع آخر من الخضار الأخرى، مؤكدة أن أسرتها تحتاج إلى 50000 ألف يومياً كحد أدنى لشراء احتياجاتها الضرورية من طعام وشراب فقط، منوهة بأهمية إيجاد حل لضبط الأسعار لأن الراتب يكفي الأسبوع الأول من الشهر فقط، ليعود رب الأسرة ليسلك عشرات الأبواب بحثاً عن أي عمل وبأي أجر.
وتؤكد أم محمد، أن الأسعار غير مقبولة مقارنة بالدخل، وارتفاعها ليس له أي تبرير، خاصة بلدنا بلد الزراعة، فهناك فوضى واضحة في السوق، فمثلاً سعر كيلو الكوسا يتراوح بين 8- 10 آلاف، وسعر البطاطا 6 و7 آلاف ليرة، فيما البامية تتراوح بين 15– 20 ألف ليرة، وسعر البندورة تتراوح بين 8 و10 آلاف ليرة، وسعر كيلو الزيتون الأخضر 18 ألف ليرة، فيما لا تزال أسعار الفواكه بعيدة عن متناول المواطنين، مثلاً التفاح يتراوح بين 8- 12 ألفاً حسب نوعه، والعنب 10 آلاف، والموز 15 ألفاً، وتسأل كيف نستطيع شراء هذه السلع براتب تقاعدي لا يتجاوز 800 ألف ليرة؟ وهناك أسر عديدة لا راتب ولا دخول لها.
أيلول حالة خاصة
بدورها أم مقداد وهي صاحبة محل بيع خضار وفواكه قالت: بشكل دائم تشهد أسواق القدموس في العشر الأخير من الشهر حالة ركود وجمود تامة تخيم على الواقع، حتى بداية الشهر لأن القسم الأكبر من المستهلكين من ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى أن أغلب سكان القرى، بعد أن خسروا وظائفهم عادوا لزراعة الأرض مهما كانت مساحة الأرض صغيرة، المهم تكفي حاجة المنزل، مشيرة إلى أن لشهر أيلول حالة خاصة فأغلب الناس تجهز مؤونة الشتاء في بداية الشهر التي تستنزف دخل البيت كله، لذا دائماً بقرب أواخر الشهر تبقى محال الخضار والفواكه وأيام كثيرة يتلف صاحب المحل كميات كبيرة من الخضار بسبب ذبولها واصفرارها، والكثير يفكر بتغيير المهنة أو إغلاق المحل لفترة محدودة، لأن البيع في هذه الأوقات يعني الخسارة أكثر من الربح.
أعباء كبيرة
رئيس اتحاد فلاحي طرطوس رائد مصطفى، أكد في حديثه لـ”الثورة” أن الغلاء أثقل كاهل المستهلك وأثار شكاوى المزارعين على حد سواء، وتعود هذه الزيادة برأيه إلى جملة من الأسباب، في مقدمتها ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي من بذور وأسمدة ومحروقات وأجور يد عاملة، الأمر الذي ينعكس مباشرة على سعر المنتج.
كما لا يمكننا إغفال الأعباء الإضافية التي يواجهها الفلاحون نتيجة ارتفاع أجور النقل بسبب بعد مسافات المنتج عن الأسواق، ما يجعل وصول المحاصيل إلى الأسواق أكثر تكلفة.
وأشار مصطفى إلى أنه لا يمكن إغفال أثر العوامل المناخية التي انعكست على حجم وجودة المحاصيل، فتراجعت الكميات المطروحة في السوق، ليبقى المواطن الحلقة الأضعف، بين مزارع لا يحصل على حقه ومستهلك يشتري بأسعار تفوق قدرته.