الثورة – راما نسريني:
يعاني المواطنون في حلب من انقطاع الإنترنت بشكل متكرر، ويستمر لساعات أحياناً، الأمر الذي من شأنه أن يعوق مسار حياتهم العملية بشكل كامل، لذا لجأ بعضهم إلى حلول بديلة بعيداً عن خطوط الإنترنت الأرضي أو الـ ADSL””, فمنهم من أصبح يعتمد بشكل أكبر على باقات الإنترنت المعتمدة من شركات الاتصالات المتاحة “سيرياتيل – MTN” التي ورغم ارتفاع أسعارها التي لا تتناسب طرداً مع دخل المواطن، إلا أنها أيضاً لا تسلم من انقطاع الشبكة وضعفها.
الإنترنت الفضائي
إبان سقوط النظام البائد وفتح المجال أمام الشركات الاستثمارية، ونتيجة للاحتياج الكبير على كل الأصعدة، كانت شركات الإنترنت الفضائي هي السبّاقة لهذا الدخول، وبدأت على الفور بنشر إعلانات ملصقة على الحائط في حملات إعلانية استهدفت فيها على وجه الخصوص الأحياء التي تعاني من قلة بوابات الإنترنت الأرضي في شركة الاتصالات، مثل “بستان القصر، الكلاسة، مساكن الفردوس وصلاح الدين وغيرها الكثير”، وبطبيعة الحال وجد السكان تلك الشركات الحل الأمثل لإنهاء مشكلة الإنترنت بشكل كامل، وعلى الرغم من اشتراكها الشهري الكبير، فضلاً عن أجرة التركيب الأولى التي قد تصل إلى 300 ألف ليرة سورية، إلا أنها لاقت إقبالاً كبيراً من المواطنين أملاً في إنهاء كابوس انقطاع وضعف خطوط الإنترنت.
“لدي ابن يدرس في جامعة “أون لاين”، وآخر يعمل في شركة استيراد وتصدير من خلال الموقع الرسمي للشركة، وبالتالي أحتاج لإنترنت سريع في المنزل، لأن أي لحظة انقطاع أو ضعف ستكلفني الكثير”.. يقول محمد الأسعد صاحب محل تجاري في حي المدينة في حديثه لـ”الثورة”، شارحاً الأسباب التي جعلته يلجأ لشركات الإنترنت الفضائي التي تساهم بشكل كبير في أداء أفراد عائلته لمهامهم اليومية وممارسة نشاطهم بحرّية أكبر، مضيفاً: “رغم أن الاشتراكات الشهرية تعتبر مرتفعة نوعاً ما، إلا أنها تقدم لي خدمة لا بأس بها في المقابل”.
أسعار من المريخ
“أسعار الباقات مرتفعة جداً، ولا تكفي لنهاية الشهر أيضاً، والإنترنت الفضائي يحتاج لمبلغ كبير كدفعة أولى لا قدرة لي عليها”، يشرح لنا أبو مصطفى، أحد سكان حي سيف الدولة معاناته مع خدمات الانترنت الأرضي أو الـ “ADSL” التي تستمر في الانقطاع لساعات طويلة من دون توضيح رسمي للسبب، وفي ساعات عملها تتسم بالبطء الشديد, وأضاف موجهاً كلامه للمعنيين: تقيم ابنتي خارج البلاد ولا أستطيع أن اتصل بها مكالمة مرئية في أغلب الأحيان، بسبب ضعف خدمة الإنترنت، فضلاً عن انقطاعها لساعات طويلة، لذا أطالب الجهات المعنية بالنظر في هذا الملف، فلا قدرة لكل المواطنين على اشتراك الإنترنت الفضائي.
ويعتمد أغلب المواطنين، سواءً في الدراسة أم العمل، وحتى في التواصل مع أقربائهم خارج القطر، على الإنترنت بشكل كلي، ففي عصر السرعة والحداثة أصبحت بعض الجامعات تعتمد نظام الدراسة عن بعد تماماً، إضافة لبعض الشركات التي تعمل بالطريقة ذاتها، وبالتالي لم يعد الإنترنت اليوم من الرفاهيات والكماليات، بل أصبح ركناً أساسياً من ركائز الحياة.
بين ضعف شبكات خطوط الهاتف وانقطاعها المستمر وشركات الإنترنت الفضائي، التي انتشرت في شوارع مدينة حلب كالنار في الهشيم، يبقى الجواب بيد الجهات المعنية التي نضع اليوم بين يديها كل تساؤلات المواطنين ومشكلاتهم، التي من المفترض أنها لا تخفى عليهم في كل الأحوال، آملين في أجوبة واضحة وشافية عن سبب انقطاع خدمات الإنترنت الأرضي، وخطوات عملية قريبة، تسهم في تحسين الوضع الحالي بأسرع وقت ممكن.