السياحة البيئية البحرية كنوز تنتظر من يوقظها

الثورة – فادية مجد:

 

تشهد سواحل سوريا تنوعاً طبيعياً وبحرياً فريداً، يختزن إمكانيات سياحية غير مستغَلّة، يمكن أن تشكل في حال استثمارها رافعة اقتصادية وبيئية للبلاد.

الناشط في البيئة البحرية محمود عبد القادر أحمد يؤكد في حديثه لـ”الثورة” أن سواحل سوريا تمتلك كنوزاً بحرية فريدة، من الشعاب المرجانية في منطقة الرأس البسيط قرب اللاذقية، إلى الطحالب البحرية قرب طرطوس، مروراً بالتنوع البيولوجي الذي يضم أنواعاً نادرةً من الكائنات البحرية. هذه الثروات، كما يقول، تشكل أساساً متيناً لبناء نموذج سياحي بيئي فريد في المنطقة، يملك القدرة على جذب الزوار والباحثين على حدّ سواء.

سياحة بيئية جاذبة

وبين أن السياحة البيئية البحرية، يمكن أن تتحول من فكرة حالمة إلى واقع ملموس عبر مجموعة من الركائز الأساسية، أبرزها الغوص الترفيهي والعلمي، فالشعاب المرجانية والأسماك الملونة تشكل عوامل جذب للغواصين المحترفين والهواة، كما يمكن تطوير برامج للغوص العلمي بالشراكة مع الجامعات لدراسة النظام البيئي البحري، الأمر الذي يفتح المجال أمام السياحة البحثية والتعليمية.

كما يشير إلى أن الكائنات البحرية تمثل شكلاً آخر من أشكال السياحة البيئية الجاذبة، حيث تحتضن السواحل السورية أنواعاً عديدة من الكائنات البحرية الفريدة، منوهاً بأنه يمكن إنشاء برامج لمراقبتها في بيئتها الطبيعية، ما يتيح للزوار تجربة تفاعلية تعليمية مميزة، ويعزز من وعيهم البيئي.

وشدد أحمد على ضرورة وأهمية تطوير رحلات القوارب البيئية، باستخدام محركات صديقة للبيئة، تتيح للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحلية، والتعرف على النظم البيئية البحرية من دون الإضرار بها، حيث تشكل هذه الرحلات جزءاً من تجربة سياحية متكاملة، تحترم البيئة وتثري وعي الزائر، وتفتح المجال أمام السياحة المسؤولة.

حلقةمتكاملة

وتبرز أهمية السياحة البيئية البحرية من الناحية الاقتصادية في كونها حلقة متكاملة من المنافع، حيث تساهم في إيجاد فرص عمل مباشرة كمرشدي سياحة بيئية، وعاملين في المراكز البحثية، وطواقم القوارب، وتوفر حافزاً اقتصادياً للمجتمعات المحلية للمحافظة على البيئة البحرية، فتصبح هذه البيئة مصدر رزقهم المستدام، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من مفهوم الاقتصاد الأخضر، ويحول حماية البيئة إلى مصلحة مشتركة، وتحقيق هذا النموذج يتطلب خطوات عملية واضحة، تبدأ بإجراء مسوحات علمية دقيقة للثروات البحرية، وتطوير تشريعات تحمي البيئة البحرية وتنظم السياحة البيئية، إلى جانب تدريب كوادر محلية في مجال الإرشاد السياحي البيئي، وبناء شراكات بين القطاعين العام والخاص والمجتمعات المحلية، لضمان استدامة هذا المشروع.

استثمار اقتصادي واجتماعي

وأنهى عبد القادر حديثه بالقول: في ظل التغيرات المناخية العالمية، فإن السياحة البيئية البحرية تقدم نموذجاً للتعايش بين الإنسان والطبيعة، ويصبح الحفاظ على البيئة استثماراً اقتصادياً واجتماعياً في آن واحد، ويتوجب علينا إدراك أن السياحة البيئية البحرية في سوريا ليست مجرد فكرة، بل هي استثمار عملي في المستقبل، ونموذج للتنمية المستدامة التي تحترم الطبيعة وتستثمرها من دون إهدارها، كما أنها توجد فرصاً اقتصادية مع الحفاظ على التراث الطبيعي.

آخر الأخبار
صيانة أوتوستراد دمشق - درعا الدولي ترامب متفائل بوقف الحرب.. وتظاهرات في ألمانيا نصرة لغزة العطش يداهم "تل شهاب" في درعا هل تحدث الأمم المتحدة ثورة للتغيير في العالم؟ حفل ختام افتتاح قلعة حلب.. صفحة جديدة في ذاكرة المدينة السياحة البيئية البحرية كنوز تنتظر من يوقظها الثقافة التأمينية خارج التغطية..هل من صياغة إصلاحية تلائم المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية؟ الذهب يواصل بريقه العالمي ويثقل الجيوب محلياً سوريا تعلن رؤيتها السياسية أمام العالم وتؤكد دورها الإقليمي والدولي "سي إن إن": القيادة السورية تحظى باعتراف عالمي كبير "الممر الإنساني" الإسرائيلي.. بوابة للتغلغل والاستيطان في الجنوب السوري  استعادة 6410 كغ من المواد الكهربائية المسروقة في دير الزور  فضيحة فساد بـ12 مليار ليرة في معامل الدفاع   سائقو "التكسي" في حلب.. منافسة غير عادلة تضع المواطن في محط "الاستحكام" التخفيضات تكشف فجوة الإعلانات والواقع "سيريا بيلد".. نافذة للاستثمار.. وتحديث "الموديلات" يعيق المواطن والمستثمر عقب نجاح «الوفاء لإدلب».. إدلب تبدأ إعداد خطوات لتنفيذ مشاريع مستدامة التّعليم والصّحة في الصدارة.. زيادات نوعية تُثير مطالب بالمساواة وقف ترديد الشعارات في المدارس لحين اعتماد النشيد الوطني الرسمي الدروس الخصوصية.. من هاجس النجاح إلى تعب الأهل