الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
اثنا عشر يوماً تفصل أميركا عن موعد انتخاباتها الرئاسية في 3 تشرين الثاني القادم، والمنافسة والصراع على أشده بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه المرشح “الديمقراطي” جو بايدن.
ووسط هذا الصراع والفوضى التي تشهدها أميركا، فإنها تسعى جاهدة لمحاولة خلق فوضى أخرى خارجية تجاه الدول الأخرى، لصرف الانتباه عما يجري فيها، عبر إطلاق استخباراتها مزيداً من المزاعم والاتهامات وعمليات التضليل والتزوير ضد تلك الدول بالحديث عن وجود تدخلات خارجية لروسيا والصين وإيران بانتخاباتها.. مزاعم تأتي في وقت لا تكف فيه أميركا وإداراتها المتعاقبة عن التدخل في كل واردة وشاردة في شؤون تلك الدول وغيرها، ومحاولة تفصيلها على مقاس المصالح الأميركية، متناسية أنها هي من يقوم بذلك علناً ودون أي احترام للقوانين الدولية ولحقوق السيادة واستقلالها.
ومع هذه الاتهامات الملقاة جزافاً وبلا أدلة، نفت إيران وروسيا بشدة اليوم الخميس تلك الاتهامات التي وجهتها إليهما واشنطن بالحصول على معلومات تتعلق بسجلات الناخبين وبدء إجراءات للتأثير على الرأي العام، وهذا النفي جاء بعد ساعات من مؤتمر صحافي لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف وجه خلاله اتهامات للبلدين، حيث استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويسري الذي ترعى بلاده مصالح واشنطن في طهران، للاحتجاج على ادعاءات “مفبركة” أدلى بها مسؤولو النظام الأميركي بشأن تدخل دول أخرى في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الذي شدد على نفي بلاده لـ”المزاعم المتكررة لسلطات النظام الأميركي، والتقارير المفبركة والخرقاء والاحتيالية”.
خطيب زاده جدد التأكيد أيضا أن “لا فارق بالنسبة إلى إيران بشأن أي مرشح يدخل البيت الأبيض”، بين ترامب وبايدن، مبيناً أن هذه الادعاءات هي من أجل الدفع بالسيناريو غير الديمقراطي المحدد سلفا، من خلال رمي اللوم على الآخرين”، داعياً الولايات المتحدة إلى “الكف عن رمي اللوم الذي لا طائل منه، والاتهامات التي لا أساس لها، وفبركة السيناريوهات المريبة، وأن تحاول التصرف كبلد طبيعي على المستويات الدولية وفي العلاقة مع البلدان الأخرى”.
أما الرد الروسي على تلك المزاعم فكان عبر الكرملين الذي اعتبر أن ما ساقته الإدارة الأميركية ضد موسكو “لا أساس له”، وحيث أبدت روسيا “أسفها” للاتهامات الجديدة، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “تنهال الاتهامات يوميا ولا أساس لها جميعها” معربا عن “أسفه” لما تقدمت به الاستخبارات الأميركية.
وكانت روسيا قد أكدت مرارا عدم تدخلها في الانتخابات في دول أخرى، مشيرة إلى أن الاتهامات الموجهة لها بهذا الشأن لا أساس لها من الصحة.
ما يفند مزاعم الاستخبارات ويدفع بأكاذيب أميركا إلى الواجهة هو أن راتكليف ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” كريستوفر راي الذي كان برفقته لم يوضحا في المؤتمر الصحافي، كيف حصلت روسيا وإيران على هذه البيانات، كما لم يشرحا كيف تعتزم موسكو الاستفادة منها.
ووسط هذه الفوضى التي تسعى أميركا لإحداثها وتشويه صورة الآخرين لإبعاد صورة حقيقتها المشبوهة ومدى النفاق الذي تتعامل معه مع الدول الأخرى، يتواجه ترامب اليوم الخميس مع بايدن في مناظرة متلفزة أخيرة في ناشفيل بولاية تينيسي، فيما كانت المناظرة الأولى بينهما جرت في نهاية أيلول الماضي في كليفلاند بولاية أوهايو وانتهت إلى فوضى عارمة وتبادل اتهامات بين المرشحين، فيما ألغيت أخرى سبقت الحالية.
لكن معركة الألفاظ غير اللائقة بينهما لم تنته ويبدو أنها ستكون على أشدها اليوم، بدليل أن بايدن الذي يتقدم في استطلاعات الرأي، وصف ترامب بأنه “كاذب” و”عنصري” و”مهرج”، بينما رد ترامب عليه: “إنه لا يمت إلى الذكاء بصلة”.
لكن، ولتجنب الفوضى التي سادت المناظرة الأولى، سيتم قطع ميكروفون المرشح الذي لا يكون دوره في الكلام.