الثورة – ثورة زينية:
أصدرت محافظة دمشق قراراً بتشكيل لجنة فنية متخصصة لتقييم الأضرار التي لحقت بمبنى وزارة الداخلية القديم المعروف بالسرايا، وتحليل أسباب ما جرى، ووضع خطة متكاملة لإعادة تأهيله مع الحفاظ على قيمته التاريخية والمعمارية.
وتتلخص مهمة اللجنة الفنية بحسب القرار الصادرعن المحافظة في تقييم الأعمال الفنية التأهيلية السابقة التي أجراها مختصون في فترات سابقة ومدى فاعليتها وجودتها، وتحليل الوضع الفني الراهن للمبنى بدقة بما يضمن اتخاذ إجراءات تدعيم مؤقتة لحماية الهيكل من المزيد من التدهور، إضافة لوضع المؤشرات الفنية، والتنفيذية اللازمة لتأهيل المبنى وفق المعايير الهندسية الحديثة بما يحفظ قيمته التراثية ويضمن سلامته الإنشائية.
كما يتضمن عمل اللجنة التحضير لتكليف جهة معتمدة لإجراء دراسة شاملة ونهائية لعملية التأهيل والتدعيم، والإشراف والتدقيق الفني على الجهة الدارسة والمنفذة لأعمال إعادة التأهيل في المرحلة المقبلة، يضاف إليها إتاحة الفرصة للجنة للاستعانة بمن تراه مناسباً من ذوي الخبرة والاختصاص في مجالات الهندسة والترميم والتاريخ العمراني لضمان دقة وشمولية التقييم والدراسة.
مصادر في محافظة دمشق أكدت لـ”الثورة” أن قرار تشكيل اللجنة يأتي ضمن توجه أوسع للحفاظ على الإرث المعماري للعاصمة، وتفادي المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن الإهمال أو التأخير في التدخل الفني اللازم، لا سيما في الأبنية التي تجمع بين القيمة التاريخية والتعقيد الإنشائي، مبينة أنه من المتوقع أن ترفع اللجنة تقريرها الفني الأولي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، متضمناً تقييمها الفني وخطتها الأولية للتحرك، تمهيداً للبدء بالدراسة النهائية لأعمال الترميم والتدعيم المستدام.
وكان مبنى السرايا في منطقة المرجة وسط العاصمة قد تعرض لحادثة انهيار جزئية تمثلت بتصدعات في بعض أجزائه وسقوط سقف أحد الطوابق ووقوع خسائر بشرية، إلا أن هذه الحادثة سلطت الضوء على الواقع الفني لبعض الأبنية القديمة، وضرورة مراجعة خطط صيانتها الدورية.
ويعد مبنى السرايا أحد المعالم المعمارية البارزة في وسط دمشق لما يحمله من رمزية تاريخية ووظيفية، إذ كان شاهداً على تحولات كبيرة في البنية الإدارية والسياسية في البلاد على مدى عقود من الزمن.