الشعر والموسيقا.. أقنية الذاكرة الشعبية في اتحاد طرطوس

الثورة – لجينة سلامة:

كان محبّو الشعر على موعد مع عشاقه في لقاء أدبي موسيقي بقاعة اتحاد كتاب طرطوس، جمع الشاعر الفراتي خليل حمادة، والموسيقي معتز خوندة.

استهلت اللقاء الدكتورة خديجة حسين بنبذة عن الأديب خليل ونتاجه الأدبي، وطرحت عدداً من الأسئلة في حوار قصير معه، وهي التي تجد فيه حسب قولها: “في عالم الأدب هو مبدع يعبر الحدود ويخطو بثقة على أرض متغيرة بين الأجناس الأدبية المتنوعة، فشعره ليس مجرد كلمات تقال، بل إيقاع ينساب كما الماء في أقنية الذاكرة الشعبية، يجيد المزج بين الأوزان الشعرية التقليدية والشعر الفراتي والنبطي، ليخلق نغماً خاصاً به يعكس روحه وأصالته”.

وعن نتاجه الأدبي في الرواية والقصة، أوضحت أنه يكتبهما لا ليروي الحكايات، بل ليعيد للقصص ألوانها وأصواتها وليمنح كل شخصية على الورق حياة جديدة، وقالت: إن روايتيه “بنات تسرقها الريح” و”فرقد وقرينه الملحد”، مثالان على عبقرية السرد لديه، إذ تتلاقى الحكايات مع الواقع لتولد رؤية أدبية عميقة لا يكتفي بتسجيل اللحظات بل يصنع من الأدب مرآة تعكس المشاعر والأحلام والصراعات الداخلية بين البشر”.

وعلى إيقاع عزف منفرد للموسيقي معتز خوندة، وهو أول من درّس منهاج “شربل روحانا” في بداية صدوره في كونسرفاتوار بلبنان، ومقطوعات جدل تكنيك عود لمارسيل خليفة، ألقى الشاعر حمادة عدداً من قصائده بأسلوب تفرّد به مازجاً بين الشعر الفراتي والنبطي والتقليدي والشعبي، بتكتيك أوصل نبضه وحسه بصدق تفاعل معه الحضور فرداً فرداً.

تحدث حمادة بشعره عن طرطوس ومنها نقتطف:

طرطوس، بحرٌ يروي القصص

أن تقف أمام بحرها

يعني أن تقف أمام اللا متناهي

وأن ترى وجوه أهلها

يعني أن ترى الدفء

في عيون من لا يعرفون سوى العطاء

إنها ليست مجرد مدينة

هي لحظة توقف فيها الزمن.
ومن قصيدة وجدانية يعنونها الشاعر حمادة “الضحكة” يقول:

الضحكةُ انطفأت ورأسي مُـــثقلٌ

مُذ غادروا والشيبُ فيـهِ تفَـرّهدا

يَبِس اللسانُ بِذكرهم في حسرةٍ

وحَــديثُ شــوقٍ عَنهــمُ مـا وَرّدا

أشتاقُهـم سَيـلاً وهـمْ لي قطـرةٌ

شحّــوا بوَصلٍ قد مضى وتبَددا.

وتحدّث في قصيدة له بعنوان “الغاوية” عن الحياة الدنيا كزينة نقتطف منها:

جـئـنا إلـيها نَـرتجي مـن عَـطفها

ولـقـد طـَرحتُ بـوصلها الأدواءَ

كَـالـبدرِ حين تـمـامهِ لاحــت لـنـا

نــــوراً تَــبـدّى وانـتـهـت ظـلـمــاءَ

فـتـبَـسّمت أهــــلا بـكـم حـيّـاكمُ

والــوجـهُ يَـقّـطُـرُ عِـفّـةً وحـيـاءَ

وعن عشقه للشام وحنينه الدائم لها ولشوارعها العتيقة الغنية بالتراث التي تعبق برائحة التاريخ، ختم بقصيدته مازجاً فيها روحين من الشعر قائلاً:

قَـد حــفَّ نـورالـعُـلا بالـشـامِ واشتـمـلا

فـي قـبلـةِ الـمـجـدِ لاحَ الـبـدرُ واكتـمـلَا

شـيءٌ مـن السّحـرِ

فــي عـيـنـيــكِ أُحـجـيـةٌ

فـجـرٌ تـكـشّـف فـي الأحـداقِ واكـتـحـلا

كخـافـيِّ الَــرُّوحِ

ســـؤلاً أنـتِ فـي خَلـدي

كـحـيـرةِ الـعـقـل بـاتَ الـلـيـل مُـنـشـغـلا

يـا لـحــنَ صــبــحٍ

أثــارَ الــوجــدَ نـغــمـتَـهُ.

آخر الأخبار
الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف خبراء: "يتم حشد المكونات السورية على طاولة العاشر من آذار" العنف ضد المرأة.. جروح لا تندمل وتحدٍّ ينتظر الحلول مندوب سوريا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: مرحلة جديدة من التعاون واستعادة الحقوق السورية جولة المفاجآت الثقيلة في دوري أبطال أوروبا مواجهات قوية في الدوري الأوروبي الذكاء الاصطناعي التوليدي .. أنسنة رقمية أم تكامل تنموي؟ مع ولادة اتحاد الكرة الجديد كيف ترى خبراتنا الرياضية مستقبل الكرة السورية؟ فعاليات اقتصادية تطالب بتكافؤ العلاقة التجارية بين سوريا والأردن كرنفال رياضي ثقافي بذكرى التحرير بحمص كأس العرب (FIFA قطر 2025) وفرصة المشاهدة عن قرب نقص الأدوية في المشافي الحكومية.. وزارة الصحة تكشف الأسباب وتطرح خطة إصلاح لقب (حلب ست الكل) بين حمص الفداء والأهلي سوريا تتسلّم رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب في الجامعة العربية اجتماع سوري دولي على هامش الدورة 93 للإنتربول في مراكش المغربية