الثورة _ ربا أحمد :
شهدت انتخابات مجلس الشعب الحالية تراجعاً واضحاً في تمثيل المرأة السورية فيه، حيث لم تتجاوز النسبة 4,2 بالمئة من مجموع الناخبين ، بينما نجحت عضو واحد في محافظة طرطوس ممثلة عن قطاع صافيتا ..

ولمعرفة الأسباب التقت الثورة الناشطة المجتمعية هفاف انطانيوس مقدسي التي أوضحت أن المرأة السورية أثبتت أنها موجودة في كل مجالات الحياة ، في التعليم، الطب، الإدارة، وحتى في أصعب الظروف كانت صمام أمان للمجتمع.
وجودها في البرلمان يعني أنها قادرة على نقل هذه الخبرة العملية والإنسانية إلى التشريعات، من خلال قوانين تدعم الأسرة، التعليم، العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص.
فمشاركة المرأة في المجلس ليست لتجميل الصورة أمام الخارج وأمام المنظمات بل هي ضرورة لرسم مستقبل متوازن وعادل وإضافة نوعية لصالح الوطن.
مشيرة إلى أن ضعف تمثيل المرأة يعود إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها أن الانتخابات جرت في ظل غياب أحزاب أو مؤسسات تتبنى المرشحين، ما جعل الجميع يخوض التجربة بشكل مستقل، وهذا بطبيعته يقلل فرص النساء، لأن العمل الانتخابي يحتاج إلى دعم وتنظيم ومساندة مجتمعية.
وأضافت إلى أنه ما زالت بعض العقليات التقليدية تنظر إلى العمل السياسي كمساحة “ذكورية”، وتضع المرأة أمام تحديات مضاعفة لإثبات كفاءتها، فالكثير من الناخبين لا يمنحون الثقة بسهولة للمرشحات، بغضّ النظر عن كفاءتهن أو برامجهن.
إلى جانب العوائق الاقتصادية، حيث لا تمتلك الكثير من المرشحات نفس الموارد أو أدوات التواصل التي يمتلكها الرجال.
كما أن الوعي الانتخابي العام ما زال في بدايته، إذ يصوّت كثير من الناس بدافع القرابة أو الولاء المحلي، لا على أساس البرنامج والرؤية، مما يقلل من فرص النساء اللواتي يخضن المنافسة على قاعدة الكفاءة.
ونوهت مقدسي أنه لا توجد حتى الآن برامج وطنية حقيقية لإعداد وتأهيل النساء للمشاركة في الحياة السياسية وصناعة القرار.
وفي بعض الحالات، النساء أنفسهن ما زلن مترددات في خوض التجربة السياسية بسبب الخوف من الفشل أو الانتقادات، خصوصاً في البيئات المحافظة أو من المنافسة الشديدة.
كما أكدت إلى أن هذا النوع من الانتخابات غير المباشرة جعل حلقة المعارف والمشاركة ضيقة جداً، بالإضافة إلى قصر المدة الزمنية اللازمة للتعارف وتبادل الأفكار بين الناخببن والمرشحين.