5 بالمئة فقط… من يصغي لصوت المرأة؟

الثورة – علا محمد:

نسبةٌ صغيرة أعادت إلى الواجهة سؤال العدالة في تمثيل المرأة داخل البرلمان، فبعد إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، بدا واضحاً أن حضور النساء في المجلس لا يوازي دورهن، ومع ذلك، لا يغيب الأمل في أن يتحول هذا الرقم إلى شرارةٍ تعيد ترتيب أولويات التمثيل السياسي، وتفتح الباب لمراجعة أوسع لقواعد المشاركة.

نسبة لا تعبّر عن الواقع

توضح المحامية والأديبة فاتن ديركي لـ”الثورة” أن نسبة التمثيل النسائي البالغة 5 بالمئة لا تلبي آمال وطموحات المرأة السورية، في مجتمع يسير بخطا نحو النور والمواطنة الكاملة، وتُرجع انخفاض النسبة جزئياً إلى التحالفات والتكتلات الانتخابية التي أثّرت في النتائج النهائية، وقد لفت ذلك انتباه السيد الرئيس أحمد الشرع، فعقد العزم على سد هذه الثغرة، وإعادة التوازن في البنية التشريعية، بخطواتٍ وتعيينات يعلن عنها خلال الأيام المقبلة لتعزيز حضور المرأة وتأكيد أهميته في المشهد السياسي المستقبلي، تنفيذاً لما نص عليه الإعلان الدستوري.

ضعف تمثيل النساء ضمن القوائم الانتخابية- بحسب رؤية ديركي- لعب دوراً في انخفاض النسبة، ولاسيما في الأرياف البعيدة حيث لم تراع آليات وصول المرأة وخصوصية مشاركتها، وتؤكد أن المجتمع السوري يؤمن بقدرة المرأة على القيادة والمساهمة الفاعلة في صياغة القرار الوطني، وهو ما أثبته التاريخ عبر أدوارها السياسية والاجتماعية.

عائق خفي

تلفت الخبيرة القانونية إلى أنه على الرغم من الوعي المجتمعي والمكانة التي وصلت إليها المرأة في سوريا، لا يمكن إنكار وجود جوانب في المجتمع مازالت تحمل نزعة ذكورية قد تُقصي المرأة أو تهمّشها، وهنا تدعو إلى الدولة ومؤسساتها ووسائل الإعلام للقيام بدور فاعل في رأب الصدع وتأكيد أهمية وجود المرأة في البرلمان كرافد أساسي لنهضة المجتمع.

وعن معايير اختيار المرشحين، تؤكد ديركي، أن على عضو مجلس الشعب أن يتحلى بالصدق والشفافية والأمانة، وأن يكون قريباً من الناس وقادراً على نقل همومهم بأمانة، أما المرشحة، فإلى جانب هذه الصفات، يجب أن تتميز بشعورٍ عميق بالمسؤولية تجاه مجتمعها ونساء سوريا، وأن تؤمن بحقوقهن في تعزيز وجودهن السياسي والاجتماعي.

قصور في الدعاية

وفي ملاحظتها حول التجربة الانتخابية، تبين أنها لا تمتلك فكرة دقيقة عن مدى توافر الإمكانيات ذاتها للمرشحات مقارنة بالرجال، لكنها لاحظت قصوراً في الدعاية الانتخابية وصياغة البرامج التي تلبي تطلعات الناخبين، وتشير إلى أن بعض منظمات المجتمع المدني كانت قد طالبت برفع الحصة النسائية إلى 30 بالمئة، معتبرة ذلك خطوة ضرورية لإرساء شرعية انتقالية حقيقية، مع الدعوة إلى قانون انتخابات دائم يكفل “كوتا” لا تقل عن 30 بالمئة، ونظام تمثيل نسبي يعزز المشاركة السياسية للمرأة.

الخطوة القادمة

أما عن المستقبل، فتؤكد المحامية فاتن ديركي أن تعزيز حضور المرأة في الانتخابات المقبلة يبدأ من توسيع الدوائر الانتخابية وضمان تمثيلٍ متوازنٍ للمرأة إلى جانب الرجل، مع توفير الوقت الكافي للتحضير للدعاية والبرامج الانتخابية، بما يعكس صورةً صادقة عن المجتمع السوري واحترامه للمرأة، وإيمانه بدورها في بناء مؤسساتٍ تقوم على الكفاءة والنزاهة والمساواة.

ما بين الوعي والواقع، تبقى المرأة السورية أمام تحد مزدوج: إثبات القدرة على القيادة، ونيل المساحة التي تستحقها في صناعة القرار، خمسة بالمئة كانت البداية، لكن الأفق مفتوح نحو تمثيلٍ أكثر عدلاً، وأقرب إلى دورها الحقيقي في الوطن.

آخر الأخبار
ضعف تمثيل المرأة يعود لكون الانتخابات جاءت في سياق انتقالي من ميدان الثورة إلى ميدان البناء.. مؤمنة عربو الفائزة الأولى بانتخابات حماة انطلاقة متجددة للصناعة في "الشيخ نجار" الجفاف والمعاومة يخرجان نصف موسم الزيتون بدرعا من الإنتاج مطالبات بتفعيل خط سرفيس باب جنين - دويرينة في مدينة حلب 5 بالمئة فقط... من يصغي لصوت المرأة؟ "أتقدم خطوة".. يرسم ملامح تضحيات الآباء ويحفز الأبناء للامتنان ترميم مدارس حماة بين الخطط وإمكانيات التنفيذ الطهو الشامل في السياحة قذائف قسد تقتل مدنيين في سيف الدولة ومستشفى الرازي يعج بعشرات الجرحى قسد تنشر القناصين على أسطح الأبنية وتمنع الأهالي من مغادرة مناطقها دوي القذائف يهز أرجاء حلب… جبهة الشيخ مقصود تشتعل وسط استنفار أمني النساء في البرلمان السوري... "كوتا" لم تكتمل والحلّ بيد الرئاسة ضعف تمثيل المرأة في انتخابات مجلس الشعب أسبابه عديدة وأبرزها اقتصادية وسياسية مؤيد غزلان : المجلس الجديد مظلة وطنية توحد السوريين رئيس اللجنة العليا للانتخابات: الأولوية للأكفاء القادرين على البناء نوار نجمة : البرلمان سيكون داعماً للحكومة و مراقباً لأدائها قسم غسيل الكلى  بالخدمة في مستشفى الحراك الوطني لجنة الانتخابات تصدر النتائج الأولية وتفتح باب الطعون الإعلام شريك في حماية الطفولة