الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
تفاقم وضع انتشار اللاشمانيا خلال السنوات الأخيرة وتضاعفت حالات الإصابة به بين عامي 2010 و2018 وفق مؤشرات منظمة الصحة العالمية إلى أكثر من ثمانية آلاف حالة، وهو داء منتشر في مناطق مختلفة ويصيب الصغار والكبار، الأمر الذي يحتاج لمزيد من تسليط الضوء على واقع المعالجة والخدمات المرتبطة به، وإيصال هذه المعلومات للناس لتوخي الحذر ولمعرفة أين يتوجهون في حالة الإصابة.
البيئة الحاضنة
المختصون في مجال البيئة ومؤشرات منظمة الصحة العالمية تبين أن أخطر عوامل انتشار اللاشمانيا يعود لنظام الصرف الصحي السيئ، وانتشار فضلات الحيوانات وارتفاع درجات الحرارة خلال فصلي الربيع والصيف الأمر الذي يشكل بيئة حاضنة للذبابة الناقلة للداء، وهناك توقعات بارتفاع الإصابات في سورية إلى 30% في بعض المناطق التي حدث فيها دمار للمباني والمنشآت وبالتالي تخريب للبنية التحتية والبيئة معاً والذي كان سبباً لتكاثر الذبابة الممرضة.
قديم وجديد
يؤكد الدكتور عاطف الطويل معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أن مرض اللايشمانيا الجلدي والمعروف بحبة حلب من الأمراض المستوطنة في سورية منذ عقود، يتظاهر المرض باندفاع جلدي على مناطق الجسم كافة وخاصة المكشوفة منها وذلك بعد التعرض صيفاً وليلاً للدغة حشرة الذباب الرملي الحاملة للطفيلي وبعد فترة حضانة تستمر أسابيع تظهر الحبة في مكان اللدغ وتتطور وترتفع عن سطح الجلد وقد تتقيح ويصل حجمها إلى 1- 4 سم أو أكثر.
مبيناً أن مرض اللايشمانيا الجلدية ينتشر في بؤره التقليدية في حلب وإدلب وحماة ودير الزور والحسكة وريف دمشق، وهو ما زال بيئياً بامتياز حيث تساهم العوامل البيئية والمناخية بانتشاره فتتكاثر الحشرة في الفضلات المنزلية المتراكمة والمتخمرة والمخلفات الحيوانية وبالأماكن الرطبة والمظلمة، إضافة إلى ما تسببت به سنوات الأزمة من انتشار المرض لمناطق جديدة بسبب الوضع البيئي والحركة السكانية للمدنيين والعسكريين.
التوزيع الجغرافي
وأوضح الدكتور الطويل أن الإصابات تجاوزت خلال العام الماضي وللمرة الثانية السبعين ألف إصابة 72% منها تنتشر في المناطق الداخلية والساحلية من نوع لايشمانيا تروبيكا حبة حلب و28% من نوع لاشمانيا ماجور الذي ينتشر بالمناطق الشمالية الشرقية وشبه الصحراوية حبة الضمير وما زالت حلب تسجل أعلى نسبة من الإصابات 42.5% تليها دير الزور 22% وحماة 15% والحسكة بينما هي بنسبة أقل في ريف دمشق وإدلب والرقة وحمص وطرطوس واللاذقية.
وخلال الأزمة انتشرت الحبة في مناطق جديدة وخاصة التي استقر بها المهجرون في طوق حماة وريف دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية كما عادت الإصابات مع من عادوا لقراهم في دير الزور والرقة وحلب من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية شرق نهر الفرات أو شمال حلب وإدلب
البرتوكول العلاجي
يتم بشكل مجاني إجراء الفحوص المخبرية والتشخيص وتخطيط القلب والعلاج حتى الشفاء يستخدم دواء الغلوكانتيم أو ستيبوغلوكونات الصوديوم حقناً موضعياً ضمن الآفة أسبوعياً حتى الشفاء أو عضلياً أو وريدياً لمدة أسابيع ضمن المركز أو المشفى وفق البروتوكول المعتمد وعدد الآفات وحجمها ومكان توضعها والحالة الفيزيولوجية والصحية ووزن المصاب وبعد إجراء الفحوص المخبرية وتخطيط القلب للتأكد من سلامة الأجهزة.
وأكد معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة أن الأدوية المستخدمة في سورية لعلاج اللاشمانيا من أفضل المصادر العالمية والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية كما يتم العلاج بجلسات من التبريد بالآزوت السائل في بعض المراكز ولبعض الحالات أو تتم المشاركة بين التبريد والحقن الموضعي، كما يتم التشخيص والعلاج من قبل طبيب جلدية أو فني مؤهل ومدرب.
ليست مميتة
إصابة اللايشمانيا الجلدية غير مميتة وفق الدكتور الطويل بل تترك ندبة مشوهة إذا لم يتم العلاج أو تأخر المصاب بالتشخيص أو حدث إهمال الحبة واستخدم علاجات شعبية غير طبية، لافتاً إلى أن نسب الشفاء عالية وذلك بسبب الخبرة الكبيرة لمقدمي العلاج والأدوية الفعالة المستخدمة وذلك بعد عدد من الجلسات يترواح بين -4- 8 جلسات أو أقل أو أكثر وفق مناعة المصاب وعمر الآفة وحجمها ومكان توضعها والتزام المصاب وعنايته الشخصية بها.
يتوافر العلاج والتشخيص في 265 مركزاً منتشراً في كل المحافظات ووفق الخارطة الوبائية لانتشار الإصابات ففي كل محافظة يوجد مركز رئيس لمكافحة اللايشمانيا وتقدم خدمات العلاج في المناطق الصحية ومراكزها في القرى الموبوءة أو التي يتم تسجيل إصابات فيها ففي محافظة حماة يوجد 65 مركزاً بينما في حلب 39 وفي دير الزور 34 وفي الحسكة 23 وفي ريف دمشق 21 وفي طرطوس 27 واللاذقية 18 بحيث تغطي أماكن انتشار الإصابات.