الثورة أون لاين – جهاد اصطيف – حسن العجيلي:
تعتبر صناعة الزجاج المعشق إضافة إلى الفخاريات من الفنون الحرفية القديمة التي امتاز بها الحرفي الحلبي ، ومن هذا المنطلق حرص معرض “نبض حلب ” للحرف اليدوية والمهن التراثية الذي سيقيمه اتحاد الحرفيين بحلب والأمانة السورية للتنمية على احتضان هذين النوعين من الفنون الحرفية .
صحيفة الثورة ومن خلال مواكبتها لتحضيرات المعرض التقت برئيس الجمعية الحرفية للزجاج بحلب يوسف اسطنبلي ، والذي أوضح أن صناعة الزجاج المعشَّق تعتبر من الحرف التي تستمد مادتها من البيئة ، وتعتمد على الزجاج كمادة خام ، وعلى الألوان التي يختارها الحرفي والذي يجب أن يتمتع بمهارات فنية عالية كالمثابرة أمام أفران تعمل في درجات مرتفعة من الحرارة ، والتدريب المستمر لإتقان هذه الصنعة ، وكذلك فلابد من توافر القدرة الإبداعية والفنية عند الحرفي لاكتساب المزيد من المهارة ، ومن ثم الإبداع في هذه الحرفة التي تحتاج إلى مواكبة الزمن وإنتاج نماذج معينة .
ويوضح اسطنبلي هذا النوع من الفن بقوله أنه عبارة عن قطع زجاج عادية أو ملونة يتصل بعضها ببعض بواسطة خيوط من الرصاص لتؤلف مجتمعة نافذة أو شكلاً معيناً يبرز جماله ما إن تتساقط عليه أشعة الشمس الذهبية ، لتحول المكان إلى بقعة لونية متمازجة تنبثق منها مفهوم الحياة والتجدد والديناميكية ، وهو قائم على عملية صب الألوان الممزوجة بالمواد الكيميائية على سطح الزجاج أو المرايا لتكوين طبقة من الزجاج الملون سمكها لا يزيد على ملليمترين ، وتدعم بإضافة مادة مطاطية لاصقة ، وتتم هذه العملية وفق معادلة كيميائية معينة ، وفي وسط حراري عال نسبياً .
وعن مشاركة هذا الفن الحرفي في المعرض يشير رئيس الجمعية إلى أنها تهدف إلى تعليم الأجيال الشابة فنية هذه الصناعة التي تتزين بها واجهات المساجد والكنائس والقصور والعمارات الإنشائية خاصة وأن حلب تعتبر رائدة في هذا المجال ، مطالباً في الوقت نفسه أن يتم إحداث مراكز لتعليم هذا الفن حتى لايتعرض للانقراض خاصة وأنها في ظل الحرب التي تعرضت لها البلاد تعرضت العديد من المنشآت للتخريب .
من جانبه الحرفي علاء كركوش – مشارك بصناعة الفخار قال : إن حرفة صناعة أواني الفخار من المهن التراثية ، وكانت المنتجات التي يصنعها تفتح لها الأسواق الخارجية وخاصة في دول أوروبا ، ولكن مع بداية الأزمة لم يعد هناك تصدير ، إضافة إلى تخريب المعمل من قبل الإرهابيين ، إضافة إلى المعاناة الحالية بارتفاع أسعار المواد الأولية والحاجة للتيار الكهربائي بشكل أساسي ، موضحاً ان المعرض يشكل فرصة جيدة لإعادة التعريف بحرفة صناعة الفخار وخاصة ضمن السوق المحلي ولتسويق المنتجات الموجودة .
تصوير : خالد صابوني