الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
ودعت سورية اليوم رجل الدبلوماسية الأول بامتياز، السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، الذي حمل لواء الدفاع عن سورية في المحافل الدولية دون كلل أو ملل، لاسيما في زمن خريف الإرهاب الداكن الذي صدره الغرب وعلى رأسهم أميركا إلى سورية..فكان مثال الإنسان الوطني المقاوم الذي واصل الدفاع عن سورية في المحافل الدولية على الرغم من مرضه في الآونة الأخيرة.
حصاد سورية كان يزخر بإنجازات استطاع تحقيقها بفضل حنكته اللا محدودة، ونظرته العميقة، فمنذ توليه في عام 2006 منصب وزير الخارجية، خطت الدبلوماسية السورية خطوات واسعة، فكان رجل المهام الدبلوماسية الصعبة بامتياز، حيث استطاع بخبرة السنوات السابقة، أن يقود دفة الدبلوماسية السورية بكل حنكة واقتدار، وقاد حملة دبلوماسية مشرفة لتعرية المواقف الأميركية والغربية، ففند كل الأكاذيب والافتراءات الغربية التي كانت تهدف لزعزعة مكانة سورية دولياً ومحلياً وإقليمياً.
وإلى يومه الأخير كان المعلم يقود الدفة الدبلوماسية بترو وبعد نظر منقطع النظير، فسجلت له الأيام والسنون عشرات المواقف الصلبة التي لا تعد ولا تحصى، والتي على الرغم من صلابتها لكنها لا تخلو من الفكاهة المعبرة في مضمونها..فكان الرجل اللطيف الصلب في آن معاً، وقد عرفته الوسائل الإعلامية على طول الأيام والسنوات الماضية بالرجل الهادئ.
قوة تصريحاته ورده العميق كانت طابع الوزير الراحل المميز، وردوده المفاجئة على كل من يحاول التطاول على سيادة سورية كانت من سماته النادرة..فمن منا لا يتذكر رده الصارم والقوي على التصريحات الأميركية بشأن مزاعم الهجمات الكيميائية على اللاذقية، واصفا إياها بـ”الكذبة الكبرى”.
وفي رد مفاجئ فاجأ المعلم جميع الحاضرين على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإنكاره معرفة من هو وزير خارجية أمريكا، مايك بومبيو عندما قال “من بومبيو؟ أنا لا أعرفه”، فرد عليه المراسل “وزير خارجية أمريكا”، فأجابه وزير الخارجية السوري “منيح أنك تعرفه، أنا ما بعرفه”.
القائمة تطول كثيراً فلم يكن الجولان العربي السوري أيضاً إلا في صلب اهتماماته كما هو حال كل المناطق والمدن والأرياف السورية، فلم يكد يخلو خطاب إلا ونوه فيه إلى حتمية استعادة الجولان العربي السوري المحتل إلى الحضن السوري شاء من شاء وأبى من أبى.
المعلم رحل جسداً لكنه باق في ذاكرة السوريين، وفي سجلات التاريخ، فمواقفه المشرفة أكبر من أن تمحى، فهي ستبقى محفورة في ذاكرتنا، وستتعلم منها الأجيال القادمة.