الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
الأطفال هم ربيع الحياة ، هم صورتنا الجميلة ،هم مفكرتنا ونحن صغار ، هم روح الحياة وعطرها وابتسامتها .وهم الأمل والمستقبل،والطفولة أجمل مراحل العمر حيث يكون الطفل في منتهى البراءة والصفاء، منشغل بألعابه لطيف بمعشره بريء بابتسامته بسيط في تعامله..
الأطفال هم الضحكة البريئة والقلب الصافي هم البراعم الندية المتفتحة.. يتساءل الأهل ماذا نحن فاعلون معهم وماهي العادات والتقاليد الضرورية وما هي طرق التعامل معهم؟
يقول احدهم : ( قبل أن أتزوج كان لدي ست نظريات في تربية الأطفال.. أما الآن فلدي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم) .
ينصح الباحثون والمختصون بعلم التربية والنفس باتباع طرق وأساليب يومية تكون محور تربيتنا لهم. و منها ضرورة معاملته كطفل وجعله يعيش هذه الطفولة بأبهى حالاتها من رحلات ونزهات ومرافقته في أمور نكلفه بها و لتكن طلباتنا منه مدروسة حتى يستطيع تنفيذها ولا يصاب بالإحباط وهذه الأمور التي ذكرت ستزيد من ثقته بنفسه و تعزز قدراته وترفع معنوياته وبذلك يتعلم كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته ويشعر بمكانته ويعرف أن له قدرات و مهارات و امكانيات كبيرة يستطيع توظيفها.. تجارب التربية مريرة و لكن ثمارها حلوة ، فالتربية تنمي القدرات و لا تخلقها. يخطئ من يظن أن التربية تبدأ بأي وقت و بأي عمر ،
ان تربية الطفل يجب أن تبدأ قبل ولادته بعشرين عاما و ذلك بتربية امه فما يتعلمه الطفل و هو في أحضان امه لا يمحى ابدا ، و لتكن لابنك معلما و هو طفل و صديقا و ناصحا حين يكبر .
ولا بأس هنا بتعليمه مهارات إبداء الرأي والتقديم والخطابة بما فيها طريقة التكلم والمناقشة مع تشجيعه على طرح الأسئلة ويتعزز ذلك عندما تسأله عن رأيه في بعض الأمور وعن أسباب القرارات التي اتخذها واشرح له عما يسأله وما يتعرض له من مواقف و شكوك وربما أوهام تمر به يعتقدها حقيقة تامة وجرب شيئاً أو موقفاً جديداً له و لك في آن معاً مع معرفة النتائج و الأهداف المحققة و أجب عن جميع اسئلته و لا تهمل أياً منها و لتكن الإجابات متدرجة و بحسب عمره. و لنتقبل من أبنائنا ان يخالفونا في بعض وجهات النظر و لندربهم على الاعتراض بطريقة لبقة و مؤدبة. ما المانع من محاورة الأبناء لنفهم تفكيرهم و نعرف وجهة نظرهم .
يقول سقراط :(التربية و الأخلاق والصداقة للطفل أهم من خبزه وثوبه) . و عن المهارات و ضرورة اكتشاف الإبداع في حياته نقول علمه الرياضة التي يحبها و يجمع المختصون على أن أفضلها هي الجري و السباحة.. أطفالنا يختلفون في مهاراتهم و سلوكياتهم و انفعالاتهم فليس من العدل ان تتوقع منهم نفس الانجاز مع تفاوت قدراتهم .
علمه مهارة الإسعافات الأولية ولابأس بتعليمه الطبخ البسيط كسلق البيض وقلي البطاطا و تسخين الخبز و غيرها و كل ذلك بإشرافك واطلاعك .. ومن المهارات أيضاً جعله يلعب دور المدرس و العائلة تقوم بدور الطلاب و كيفية إعطاء درس من دروسه و كيف يتعامل مع مثل هذه المواقف.
علمه كيف يصلح ألعابه ويرتب اشياءه و دربه كيف يتعامل مع الحيوان الأليف هذا عن المهارات.. اما طريقة الكلام و اختيار المفردات والكلمات فلذلك أهمية كبرى فكلامه يجب أن يترافق عند الطلب بعبارة (لو سمحت) وعند إجابة الطرف الآخر لطلبه بكلمة (شكراً) وهكذا. الطفل الذي يشعر بالاحترام و التقدير في أسرته و مدرسته يميل لإظهار السلوك الإيجابي أمام الآخرين
و الطفل الذي لا يشعر ان محيطه لا يقدره سيتعمد العكس.
امدح طفلك أمام الغير وامدح أعماله وانجازاته و علمه كتابتها واجعل له ركناً في المنزل لأعماله و اكتب اسمه على انجازاته . و ما احلى ان تجعله ضيف الشرف في احدى المناسبات .أخبره أنك تحبه و ضمه إلى صدرك فهذا يزرع الثقة بنفسه واجعل له يوماً فيه مفاجآت و من اجمل الهدايا التي تقدمها لطفلك غرس حب القراءة و ما يساعد في ذلك الحديث مع الطفل قبل النوم لما له من اثر جميل و الحديث ممكن ان يكون حول احداث يومه و الثناء على صفاته و اظهار المحبة و الختام بقصة قصيرة قبل النوم .. ان انشغالك عن ابنك و هو صغير سيجعله يتجه إلى من يستمع اليه خارج أسوار الأسرة و غالبا ما يكونون و بالا عليه.. شاطره في أحلامه و طموحاته و شجعه على التخيل و التمني و التحليق في الأفكار و التأمل . اقصص على اطفالك الأخطاء التي وقعت بها عندما كنت في عمرهم و كيف تغلبت على المشاكل التي واجهتك ، و لابأس من مشاركته في اختيار الأصدقاء و كسب الصداقات فهذا سيمنحه مكانة مميزة بين أصدقائه و سيتعلم كيف يعمل ضمن فريق و بالتالي يؤمن بالعمل الجماعي و تتبلور أفكار التعاون و التشاركية و العطاء و المنح و تتعزز قوة ابنك و سعة تفكيره و الاختيار الصحيح للحلول و المشاكل المستقبلية من خلال تجاربك السابقة.
فالأولاد بحاجة إلى نماذج أكثر منهم إلى نقاد وهذه التجارب تؤتي أكلها بعد أن ترويها له بأسلوب سهل و ممتع تدخل فيها المبادئ و التعليمات والواجبات التي تريدها وتراها مناسبة له حتى نصل به إلى أن يضع لنفسه مبادئ و قوانين و أهدافا يجب تحقيقها. هكذا هي جذور و طرق التربية نراها مريرة لكن ثمارها حلوة. المربي الناجح هو من يتفهم متطلبات كل مرحلة يمر بها أولاده.. يكون قريباً منهم و عاملاً مؤثراً في تصحيح مسارهم و توجيه دفة حياتهم إلى الاتجاه الصحيح.، وحين تعاقبه لأمر ما ثم تراه يقع بنفس الخطأ عندها عليك بمراجعة طريقة حلك للمشكلة فلكل مشكلة حل و لكل طفل طريقة .ان ملاعبة الأب لطفله و مشاركتهم لقصصهم و مشاعرهم و عواطفهم هي رسالة الأبناء بأن الأب ليس مجرد آلة للانفاق و حسب .. فالتأسيس و الاعتناء بتربية الأبناء في مرحلة الطفولة نتيجته مراهقة آمنة .. و اخيرا ليتنا نهتم بما نتركه في أبنائنا أكثر من اهتمامنا بما نتركه لهم.