هل تكفي التعويضات المصروفة لمتضرري الحرائق بطرطوس لمساعدتهم في إحياء زراعاتهم والنهوض من جديد ..؟ المتضررون : غير كافية مقارنة بما خسرناه من أشجار وثمار
الثورة أون لاين – هيثم يحيى محمد:
أنهت اللجنة المالية في زراعة طرطوس تسليم المستحقات المالية للمتضررين من الحرائق التي شهدتها المحافظة في الفترة الواقعة بين الثامن والثاني عشر من شهر تشرين أول الماضي ، وذكر علي يونس مدير زراعة طرطوس أن ماتم تقبيضه للمتضررين كدفعة أولى وصل لمبلغ إجمالي قدره /١٢٧٨٠٠٠٠٠٠ / ليرة سورية مليار ومئتان وثمانية وسبعون مليون ليرة ل(5105)متضررين .. والسؤال هل كانت هذه التعويضات مناسبة وكافية لمساعدة الفلاحين في إعادة ماالتهمته النيران ، ومن ثم إحياء أراضيهم وزراعتهم وإنتاجهم .. أم إنها كانت غير كافية من وجهة نظر المتضررين .. ؟
* مبلغ بسيط
يقول الفلاح أديب خوري من نبع كركر – المشتى : لقد خسرت أكثر من مئتي شجرة زيتون مثمرة بشكل كامل وموسمهم الحالي ، وعشرين خلية نحل جراء الحرائق ، وقد تم تسجيلهم من قبل اللجان التي حضرت من قبل الجهات المعنية لكن عندما صرفوا لي منذ بضعة ايّام أعطوني مبلغ 765 ألف ليرة سورية فقط ، وهذا المبلغ بسيط مقارنة بحجم الخسائر التي تكبدتها بسبب الحريق وبتكاليف إعادة أشجاري وأرضي إلى الانتاج . وأتمنى لو صرفوا لنا كامل التعويضات علها تساعدنا على إحياء أراضينا وإعادتها لدورة الإنتاج إضافة لما يمكن أن يقدموه لنا من مستلزمات الإنتاج .
أسعد علي من بسدقين قال : لقد ظلموني فقد احترق عند ابني وعند اختي كبلا خط هاتف بطول الكبل ٥٠٠ متر مع الحامل وهو خط حديد مبولد ، وخط مياه يغذي البناء ، وتقدر قيمتها بنحو سبعمئة الف ليرة كل ذلك و لم يسجلوا أسماءنا ، ولم يصرفوا لنا أي مبلغ .
اما حياة سركيس فتقول إن الحريق التهم لها 94 زيتونة ، وقد عوضوا لها ب 400 ألف ليرة ، وهذا رقم بسيط مقارنة بخسائرها ، وتأمل أن يتم تدارك الأمر . فيما قال يوسف يونس حمدان إنه خسر 45 شجرة خوخ وتفاح ودراق عند النهر ، لكن لم يعطوه عنهم حيث لم يسجلوا سوى الزيتون .
* استمرار التعويض عدة سنوات
وتقول نسرين علي رئيس الرابطة الفلاحية بصافيتا هناك رضا نوعاً ما عند الفلاحين المتضررين بعد صرف الدفعة الاولى بهذه السرعة ، مضيفة لكن الخسائر أكبر بكثير .. فما جرى شكل كارثة حقيقية أصابت الجميع بالإحباط واقترحت أن يستمر التعويض للفلاحين لعدة سنوات حتى تتحقق العدالة لأن الأشجار التي احترقت تحتاج لسنين طويلة حتى تعود و تعطي مواسم ، مع الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الأشجار صارت ” رماد “وهذه يجب أن تقتلع ويزرع بدلاً عنها ، كما يفترض أن يعوضوا الفلاحين بغراس مجانية على الأقل .
أما عزت ابراهيم رئيس الرابطة الفلاحية في الدريكيش فيوضح أن الحرائق شملت 15 قرية و200 فلاح في المنطقة والتعويضات التي تقرر صرفها على /3/ دفعات غير مجدية لإعادة الحياة للأراضي المحروقة ، وقال : لقد اقترحنا أن تصرف التعويضات دفعة واحدة حتى يتمكن الفلاح من إعادة أشجاره وأرضه دفعة واحدة وبسرعة قبل تعرضه للمزيد من ارتفاعات الأسعار ، كما اقترحنا أن يعطى كل متضرر مستلزمات الإنتاج من غراس وسماد وبالشكل الذي يعينه على الاستمرار .
* مشكلات في نحل العنازة
وفِي منطقة بانياس حيث كان الضرر كبيراً في عدة قرى من بينها (نحل العنازة) أكد المواطن ناصر ناصر باسمه واسم العديد من المواطنين في القرية أن رئيس الجمعية والمختار اللذين شاركا في إحصاء الأضرار أساءا للقرية وسكانها حيث سجلوا أشخاصاً ليس لديهم أضرار بينما حرموا البعض ممن تضرر ، كما ان البعض احترق عنده مئة شجرة مثلاً لم يسجلوا لهم سوى نصف هذا العدد او أقل ، هذا إضافة إلى أنه جرى تغيير في البيانات بعد تسجيلها ، وأوضح ناصر أن وفداً من القرية راجع المحافظ وتقدم بشكوى بخصوص ماتقدم مطالباً بمعالجة الخلل الذي حصل ، وصرف التعويض لمن تضرر فعلاً وبكل دقة والعمل على مساعدة المتضررين في إعادة احياء أراضيهم وإنتاجها .
اما غياث داؤد رئيس الرابطة الفلاحية في بانياس فيقول أن رؤساء الجمعيات لم يشاركوا بداية بإحصاء الأضرار حيث تم تكليف المختار والوحدة الإرشادية ومصلحة الزراعة ومساح بذلك ، ثم أضيف رؤساء الجمعيات لاحقاً .. وقال بشكل عام هناك رضا من الفلاحين المتضررين على ماصرف من تعويضات حتى الآن أما بخصوص الشكاوى في قرية نحل العنازة فقد اتصل بالرابطة فلاحان اثنان ، ونحن بصدد التدقيق فيما طرحاه .
* المحافظة ترد
عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة عن القطاع الزراعي راتب إبراهيم أكد ل (الثورة) أن ماصرف كدفعة أولى شمل التعويض عن الثمار الذي خسره الفلاحون لهذا الموسم وليس قيمة الأشجار ، وهذا التعويض كان مقبولاً بنظر معظم المتضررين ، أما بالنسبة للأشجار المحروقة فسوف تقوم الزراعة بتقديم غراس مجانية لاصحابها .. وأوضح إبراهيم أن الشكاوى التي وصلت للمحافظة تتعلق بمعظمها بعدم الصرف لمن لم يثبت ملكيته للأرض المحروقة ، حيث إنه لم يتم الصرف إلا لمن تقدم ببيان قيد عقاري وبيان مساحة ، وهناك حالات منظورة أمام القضاء سيتم الصرف في ضوء القرار القضائي .
أما بخصوص شكوى الكثير من المتضررين في قرية نحل العنازة فأشار إبراهيم إلى أن المحافظ أحال إليه شكوى الأهالي فيها نهاية الأسبوع الماضي ، وكلفه بالتدقيق ، مؤكداً أنه سيزور القرية ويتحقق من مضمون الشكاوى على أرض الواقع ، وعلى ضوء ذلك سيتم إنصاف كل صاحب حق.