الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
لا يزال وباء كوفيد 19 يسيطر على المشهد العالمي بتأثيراته الكارثية على الاقتصاد العالمي، والحياة المعيشية والاجتماعية التي أصبحت ضحية لذلك الوباء الخطير.. حيث إن التنامي الهائل بأعداد المصابين، واستمرار عجز الحكومات عن إيجاد حلول ناجعة تمكنها من إيقاف سرعة انتشاره وتقلل من مخاطره، دفع الأمم المتحدة لإطلاق نداءات استغاثة على مستوى العالم لدعم إجراءات التصدي للوباء القاتل الذي أغرق مئات ملايين الأشخاص في الفقر في وقت تلوح في الأفق نذر مجاعات عدة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن مواجهة النقص الحاد في ميزانيات المساعدة الإنسانية يتطلب 35 مليار دولار هي قيمة المساعدات الإنسانية المطلوبة للعام 2021، من أجل مساعدة حوالي 160 مليون شخص من أصل 325 مليوناً في 46 دولة، هم الأكثر ضعفا،ً يواجهون الجوع والنزاعات والنزوح وتداعيات التغيّر المناخي والوباء، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في العالم عام 2021 إلى عدد قياسي جديد ليبلغ 235 مليون شخص أي سيزيد بنسبة 40 بالمئة مقارنة بعام 2020، وفق خطط الاستجابة الإنسانية التي تنسّقها الأمم المتحدة.
وللمرة الأولى منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، ارتفعت نسبة الفقر المدقع، وسجّل متوسط العمر المتوقع تراجعاً حاداً في العالم وقد يتضاعف عدد الوفيات الناجمة عن الإيدز والسلّ والملاريا.
وعلى الرغم من ذلك الغموض الذي يذهب بالعالم أجمع إلى مصيره المجهول في مواجهة وباء كورونا وتداعياته الخطيرة، إلا أن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي توقعت اليوم الثلاثاء عودة الاقتصاد العالمي إلى مستويات ما قبل الجائحة بنهاية العام القادم، في وقت تسهم اللقاحات في تنشيط التعافي لكن النمو سيكون متفاوتاً على الأرجح.
وبثت مؤشرات المنظمة عن قرب توزيع لقاحات في غضون أسابيع تفاؤلاً حذراً في وقت بلغت حصيلة الوفيات بكوفيد-19 نحو 1,4 مليون.
وقالت كبيرة الخبراء الاقتصاديين في المنظمة لورنس بون في تقديمها لتقرير المنظمة حول آفاق الاقتصاد العالمي: “للمرة الأولى منذ تفشي الجائحة، هناك أمل بمستقبل أكثر إشراقاً على حد تعبيرها.