الثورة أون لاين – حماة – سرحان الموعي:
تشهد مدينة حلفايا في منطقة محردة بريف المحافظة الغربي عودة الحياة الطبيعية والصناعية والتجارية إليها مع تزايد أعداد الأسر العائدة إلى منازلهم والبدء بأعمال ترميم وإصلاح ما دمره الإرهاب ، فضلاً عن عودة أصحاب المحال الصناعية والتجارية إلى منشآتهم ومعاودة الإنتاج .
وبيَّن معتز صيادي صاحب ورشة للخراطة أنه عاد إلى ورشته بعد إعادة الأمن والاستقرار للمدينة وتحريرها من رجس الإرهاب ، وهو يقوم بإكمال عمليات التأهيل ، موضحاً أن ورشته عبارة عن خرط وتشكيل الأقفال والمفاتيح ، مضيفاً وهو منهمك في إصلاح عدد من الأقفال أن ظلام الإرهاب انتهى والحق انتصر : بدنا الكل يرجع .. موجها الدعوة لجميع أهالي المدينة للعودة إليها بعد أن عادت للحياة من جديد .
ويؤكد الصناعي بسام محمد السعد وهو صاحب محل ميكانيك سيارات أن حلفايا ستعود كما كانت وأفضل ، مبيناً أنه رغم الصعوبات التي واجهته لدى عودته لمنشأته ومعاناته مع إصلاح ما تخرب وإعادة تأهيله إلا أن الرغبة في العمل والإنتاج كانت دافعاً لتجاوز الصعوبات والإقلاع بالعمل ، لافتاً إلى أن هناك العديد من أهالي قرى وبلدات ريف حماة ومحردة ممن يقصدون ورش إصلاح السيارات في حلفايا لاسيما وأن حلفايا كانت تشتهرر ومازالت بصناعة السيارات الحلفاوية التي أثبتت قوتها ومتانتها واستخدامها في الأعمال الزراعية ونقل البضائع .
وقال مهند الجمال وهو صاحب محل لإصلاح الألمنيوم : عدنا لمنشآتنا وقمنا بإزالة آثار الخراب والدمار الذي خلفه الإرهاب ، وانطلقنا بالعمل ونحن بحاجة لتوفير مادة المازوت الصناعي لزوم عمل المنشآت لاسيما مع الانقطاع المتكرر لتيار الكهربائي ، لافتاً إلى أن الخدمات بدأت تعود تدريجاً، وخاصة مع عودة مياه الشرب والكهرباء لمعظم أحياء المدينة فضلاً عن توفير كافة المواد الغذائية والخبز من خلال إعادة افتتاح مخبز المدينة .
من جانبه لفت محمد عمر جبيلي صاحب محل تصنيع حلويات عربية وشرقية حديثه إلى ضرورة الإسراع بصرف تعويضات الأضرار بالأملاك الخاصة للمواطنين ، وزيادة كميات الغاز الصناعي .. منوهاً بأن العودة إلى المدينة في البداية كانت صعبة وتحملنا الكثير ولكننا اليوم وبفضل عودة الخدمات تدريجياً أصبحت أفضل ، وهناك طلبات كثيرة على الحلويات التي نقوم بتصنيعها سواء من داخل مدينة حلفايا أو من خارجها .
و أكد نائب رئيس مجلس مدينة حلفايا أيمن صيادي أن الأهالي العائدين إلى منازلهم أثبتوا قدرتهم على استعادة حياتهم الطبيعية في مدينتهم بمدارسها ومزارعها ومحالها التجارية بالتعاون مع محافظ حماة والدوائر والجهات الخدمية الحكومية التي لم تأل جهداً في تأمين كافة الخدمات الضرورية للمواطنين العائدين من مياه وكهرباء ، والتي طالها الدمار والخراب على أيدي الإرهابيين التكفيريين .
وبيَّن صيادي أنه وبالتعاون مع شركة كهرباء حماة تم تزويد المدينة ب ـ 6 محولات كهربائية باستطاعات مختلفة والتي غطت معظم المدينة وأحيائها فضلاً عن تشغيل بئرين لمياه الشرب بالحي الشرقي من المدينة ، وهناك بئران آخران سيتم العمل على تجهيزهما بالتعاون مع مؤسسة مياه الشرب .
بالنسبة للهاتف قال : سيتم العمل على وضعه ضمن خطة العام المقبل ، إضافة إلى تشغيل مخبز حلفايا والتي تبلغ طاقته الإنتاجية 2 طن و900 كغ من الخبز يومياً ، وهو يخدم حلفايا والأهالي العائدين إلى قراهم وبلداتهم في كفرزيتا واللطامنة ، كما جرى تأمين 4 أجهزة لقراءة البطاقة الذكية من أجل توزيع مادة الخبز عبر البطاقة الذكية وخاصة مع وجود نحو 1800 بطاقة فضلاً عن تجهيز سوق الهال في المدينة بالتعاون مع المنظمات الدولية إذ يضم السوق 37 محلاً ، إضافة إلى قيام مجلس المدينة بتجهيز 13 محلاً وطرحها للاستثمار .
وأضاف إن المدارس عادت لتستقبل طلاب حلفايا لاسيما مدرستي الزهراء وحي البعث اللتين تستقبلان ما يزيد عن 1600 طالب وطالبة ، وحالياً قيد التحضير المدرسة الريفية ، إضافة إلى روضة لرياض الأطفال ، مبيناً أن عودة الحياة التعليمية إلى مدارس المدينة بطلابها وكوادرها التدريسية ليثبتوا للعالم أن سورية بلد العلم الذي يحارب الجهل والإرهاب وفكره الظلامي