تجمع “إبرة وخيط”.. حين تشرق الشمس من داخلنا

الثورة أون لاين – مها دياب:

لطالما أثبتت المرأة السورية أنها كانت الأقوى والأقدر على مواجهة كل الظروف والتحديات التي تواجهها، خاصة خلال سنوات الحرب العدوانية التي ما زالت متواصلة حتى اللحظة وبأشكال وألوان مختلفة.
إرهاصات وآثار الحرب بوجهها الاقتصادي والاجتماعي كانت التحدي الأبرز لمعظم النساء السوريات في ظل ظروف العقوبات والحصار الذي تفرضه على شعبنا البطل دول الإرهاب والاستعمار، حيث دفعت تلك الظروف الكثير من النسوة إلى العمل لمواجهتها واجتياز هذه المرحلة الصعبة بكل عزيمة وإباء ودون الحاجة إلى الآخرين.

تجمع (إبرة وخيط).. جسَّد إحدى صور كفاح المرأة السورية من أجل لقمة العيش والكسب الحلال الشريف أو من أجل ملء وقت الفراغ القاتل في ظل غياب الزوج والأبناء، وهي صورة تضاف إلى صور كفاح ونضال المرأة السورية خلال السنوات العشر الماضية، حيث كانت إلى جانب الرجل في الكفاح والعطاء والتضحية بأغلى ما يملك من أجل وحدة وكرامة وسيادة سورية.

إحياء التراث..
لتسليط الضوء على هذا النشاط النسائي المتميز، التقينا بعض النسوة المشاركات في تجمع ( إبرة وخيط )، حيث قالت السيدة رزان كيلاني مسؤولة العلاقات العامة في التجمع: إن فكرة هذا المشروع كانت بهدف إحياء الحرف التراثية من جهة، ومن أجل مساعدة النساء اللواتي يرغبن بحرفة إعادة تدوير الأقمشة بغية الكسب المادي من جهة اخرى،.
وأضافت كيلاني أن المجموعة بإدارة السيدة جاكلين فرح حيث تقوم بتدريب النساء الراغبات بهذه الحرفة في مجمع دمر الثقافي كل أسبوع، وبشكل مجاني، إذ يتم استخدام الأقمشة المستعملة، أو بقايا أقمشة الورشات وكل ما يمكن تدويره، منوهة أن الهدف من ذلك هو تعليم السيدات ضرورة إعادة تدوير الأقمشة واستخدامها في أمور كثيرة.
وأوضحت كيلاني أن النساء المشاركات هن من فئات وأعمار مختلفة، وأغلبهن موظفات وعاملات وربات منزل، وبينهن مهجراتٍ من بيوتهن ومدنهن بفعل الإرهاب، مؤكدة أن هذا المشروع أمَّن دخلاً إضافياً للنساء المشاركات من خلال المعارض والبازارات، كما امتهن بعضهن حرفة تدوير الأقمشة للحصول على دخل دائم.
وبينت كيلاني أنه تم إقامة العديد من المعارض لبيع وعرض مصنوعات المشاركات في المراكز الثقافية وهناك توجه لنشر هذه الفكرة في باقي المحافظات السورية الصيف القادم، بالإضافة لإدخال أقمشة الدماسكو والأغباني لإضفاء صبغة تراثية على القطع المصنعة.

غياب الدعم ..
من جهتها تحدثت السيدة ثناء الزين عن مشاركتها في المجموعة من خلال صنعها قطعاً فنية مميزة بالتشارك مع سيدات أخريات لديهن عدة مواهب منها الكروشيه والسنارتين والتطريز و شك الخرز.
وأضافت الزين أنها تقوم بتسويق أعمالها عبر المعارض والبازارات الخيرية، وتمنت أن يلقى المشروع دعماً من قبل الجهات المعنية وخاصة وزارتي الثقافة والسياحة.

من جانبها قالت رهام دالاتية إنها بدأت بالتدرب ضمن هذا المشروع منذ ٤ سنوات بعد أن أحبت الفكرة، حيث تعلمت صناعة الوسائد والشراشف، موضحة الحاجة إلى من يسوّق لهن منتوجاتهن على مدار السنة.
ويشرق الأمل

أما السيدة مشيرة الزين فقد بدأت كلامها بالقول: (لا تنتظر شروق الشمس بل اجعلها تشرق من داخلك)، حيث تابعت حديثها عن أهمية مهنة إعادة تدوير الأقمشة في هذه الظروف الصعبة التي تعتري الشعب السوري من خلال دمج التطريز مع مهنة التدوير، وتمنت الزين أن يكون لها معرض خاص لمنتوجاتها، و تأمل كبقية زميلاتها في المشروع أن يكون هناك جهة داعمة من أجل تسويق المنتجات محلياً وخارجياً.
في حين ذكرت السيدة هدى بيلتو أنها بدأت العمل بهذه المهنة بغية صناعة الألعاب لأولادها في ظل الغلاء الفاحش لهكذا منتجات في السوق، حيث أحبت الفكرة وعبر مشاركتها بالمعارض سوَّقت الألعاب التي صنعتها ولقيت ترحيباً وتشجيعاً من قبل الناس، خاصة بعد إدخال الكروشية في صناعتها ما أضفى عليها جمالية وتميزاً.
من جهتها قالت إيمان قوشحة: إن تجربتها في هذا المشروع كانت مختلفة ومتميزة واستفادت منها كثيراً وهو ما أعطاها جرعة أمل وتفاؤل ونشاط وخفف عنها ضغوطات وهموم الحياة، مؤكدة أن هذا التجمع أعادها للحياة من جديد.
وأخيراً نختم بما قالته لنا إحدى السيدات بأننا نرجو أن تلقى هذه المشاريع كل الدعم من القطاعين العام والخاص حتى تكون دافعاً لبقية النساء السوريات من أجل البدء بمشاريعهن الخاصة بما يساهم في تحسين وضعهن المادي وتغيير نمط حياتهن نحو الأفضل.

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة