في المعاهد والمدارس الخاصة بهم أثبت الكثيرون منهم أنهم أشخاص على قدر من التميز وامتلاك المهارات والمعارف والمواهب بشتى أنواعها، وقادرون بعزيمتهم وإرادتهم القوية على تخطي جميع الصعاب والمعوقات، ليكونوا كبقية أقرانهم من أفراد المجتمع ، وفاعلين في الوسط المحيط بهم، ولهم دورهم كمساهمين ومنتجين حقيقيين في بيئتهم في مجالات مختلفة.
إنهم ذوو الإعاقة ومن إعاقات عدة سمعية أو بصرية أو حركية وغير ذلك شكلوا نماذج حية خلال الفعاليات والأنشطة التي أقيمت للاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة، ضمن العمل لتسليط الضوء على هذه االشريحة المهمة، وما تم العمل عليه بشأن السعي لتقديم جميع أنواع الرعاية والاهتمام بهم والأخذ بيدهم لبلوغ طموحاتهم وتحقيق أهدافهم ولو بالقدر المستطاع لذلك.
فرغم كل التحديات والصعوبات التي أفرزتها الحرب على سورية، يلحظ للعيان المكتسبات والمزايا التي منحت ولا تزال لذوي الإعاقة، فهناك المعاهد الخاصة بهذه الشريحة التي تقدم مختلف خدمات الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية ولجميع أنواع الإعاقات، وتقديم إعانة مالية سنوياً للأسر التي لديها حالات شلل دماغي، ومنح مالية للطلاب ذوي الإعاقة، ومنح بطاقات الإعاقة منذ عام 2005 ويحصل ذوو الإعاقة بموجبها على مزايا تساعدهم في تحسين مستوى معيشتهم واندماجهم في المجتمع.
يضاف لذلك الخدمات الصحية وتوزيع التجهيزات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وتأمين التأهيل الفيزيائي والتوسع في تأمين الأطراف الصناعية والمعينات الحركية نتيجة ارتفاع حالات فقدان الأطراف والإصابات والإعاقات بسبب الحرب الإرهابية على سورية، بما يؤكد حقهم في الرعاية وتطوير مهاراتهم وإمكاناتهم ومعاملتهم كبقية أفراد المجتمع وشريحة هامة وفاعلة فيه.
كما أن الواقع الحالي وما أفرزته سنوات الحرب العدوانية يؤكد ازدياداً في أعداد ذوي الإعاقة، الأمر الذي يتطلب أيضاً المزيد من الاهتمام والمتابعة المستمرة من قبل الجهات المعنية، ورصد معاناة هذه الشريحة والسعي لتأمين متطلباتها ورعايتها وتقديم مختلف الخدمات والدعم والرعاية المطلوبة وكل ما من شأنه أن يحقق عملية الدمج لذوي الإعاقة في المجتمع فهم منه وإليه، وإشراكهم في التنمية سواء كمستفيدين أم كشركاء في التنفيذ، وحل مشكلاتهم وتجاوز أي إشكاليات قد تعوق دورهم في تحقيق أفضل الظروف والانطلاقة المتجددة لواقع أفضل لهم.
حديث الناس – مريم إبراهيم