يومياً نسمع أحاديث عن الفساد بصوره المختلفة والعديدة من إكرامية وابتزاز ومنح المكافآت والتعويضات لمن لا يستحقها وتبذير الأموال العامة في إنفاق تفاخري.
ربما نكون من ضحايا الفساد في موقف ما ولا نملك وسيلة لمكافحته إلا بخطابات أخلاقية مجانية وربما نصاب باﻹحباط والتسليم بعدم القدرة على محاربته عندما تجود قرائح من يمارسه بالحكم والمواعظ في شكوى من الفساد وبحماس وانفعال، ونغرق في خيبة أمل عندما يجد البعض مبرراً لانقيادهم إلى أساليب ملتوية ومشابهة لأساليب الفساد بسبب تراكم الضغوط والإغراءات (ضعف الرواتب، تعقيدات القوانين وضبابيتها).
مكافحة الفساد لا تنحصر بالفرد فقط ولكن تبدأ منه بتسلحه بثقافة الثقة بجدوى القانون وأن لا أحد فوقه ورفض الفساد وإدانته أخلاقياً وإجتماعياً فلا مبرر مقنعاً ولا حجة مقبولة لانتهاك حق الإنسان والإخلال بالعدالة الاجتماعية.
في اليوم العالمي لمكافحة الفساد، لا يمكننا الاختصار على يوم واحد للقضاء عليه بضربة قاضية ولا بعصا سحرية، ومكافحته ليست جزئية ولا طارئة بل يجب أن تكون على طول الأيام وفي الأماكن كلها، ولكل دوره من منطلق الواجب الأخلاقي والمسؤولية الوطنية.
عين المجتمع – رويدة سليمان