الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
يقارب عام 2020 على الانتهاء ورغم ظروف التصدي لكورونا إلا أن الهيئة العامة لمشفى العيون الجراحي في ابن النفيس كغيرها من المشافي الحكومية استمرت وتستمر في تقديم خدماتها للمواطنين في مختلف الأقسام والشعب والعمل الجراحي بشكل مجاني أو بمبالغ رمزية.
مديرة الهيئة الدكتورة رنا عمران في حديثها إلى الثورة اون لاين بينت أنه خلال فترة الكورونا كان هناك تركيز كبير على وسائل الوقاية وبعض التغيرات بحركة المرضى وإعادة تدوير الأقسام في المشفى لضمان عدم وجود ازدحام في الأروقة والممرات، وتم وضع غرف انتظار خارجية في الهواء الطلق من أجل تجديد الهواء، وتغيير توزيع الكراسي للمحافظة على مسافة تباعد بين الأشخاص، وتنظيم الدور والتشديد على الكوادر الموجودة في المشفى وعلى المراجعين لارتداء الكمامات تجنباً لانتقال العدوى.
وأكدت عمران أن التعقيم وتعفير الهواء عملية يومية حتى لا يكون هناك إشكالية داخل المشفى أو ضمن وسائل المواصلات التي تنقل الموظفين، وذلك للتخفيف قدر الإمكان من وضع الإصابات الأمر الذي ساعد على مرور آمن للذروة الأولى من الجائحة التي حدثت في الشهر السابع والثامن، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي حالات كورونا في المشفى ولا تزال الإجراءات مستمرة ضمن الوعي الكامل والعزل في حال حدوث شيء، واستخدام مستلزمات الوقاية من ماسكات وواقيات الوجه والعيون والكفوف المعقمة لتوخي الحذر من الذروة الحالية.
ولفتت مديرة الهيئة العامة لمشفى العيون الجراحي إلى وجود خطة متكاملة لتطوير عمل الهيئة ولكن هناك انتظار لحين تجاوز فترة الذروة لجائحة الكورونا حتى يكون لديهم أريحية أكبر للعمل، وذلك مع استمرار المشفى بتقديم جميع العمليات المتعلقة بطب العيون والعملية الوحيدة التي توقفت حالياً خلال الكورونا هي زرع القرنية بسبب توقف حركة الطيران.
مشيرة إلى وجود شقين لعمل المشفى، أحدهما يتعلق بالخدمات اليومية والمجانية التي تقدم للمواطنين، والآخر هو الجانب التعليمي والتدريبي لأكثر من 140 طبيباً مقيماً، حيث تعتبر الهيئة المشفى التدريبي الأول في سورية في اختصاص طب العيون وجراحتها وفقاً لمنحيين، الأول يتعلق بالبورد السوري الذي هو الشهادة الأساسية في سورية لطب العيون وثانياً من حيث كونها مركزاً معتمداً لشهادة البورد العربي ومعترفاً به من قبل هيئة البورد العربي، إضافة إلى استمرار المشفى في تقديم المحاضرات العلمية بمعدل 2 إلى 3 محاضرات في الأسبوع والتي لا تقل عن أهمية تقديم الخدمات للمريض.
وحول موضوع الأجور بينت الدكتورة عمران أن المشفى تعمل وفقاً لنظام الهيئات فهناك 65% من تكاليف المرضى مجانية 100% ضمن أسس معينة لتحديد الأولوية و35% مأجور بمبالغ رمزية بحيث لا يدفع المريض سوى الحد الأدنى لتعرفة وزارة الصحة.
المدير الإداري في المشفى الأستاذ أحمد ستيتي ذكر أن المشفى يوفر العلاج المجاني لمئات المرضى خلال العام حيث وصل عدد المراجعين للعيادات الخارجية إلى 18048 مريضاً منذ بداية عام 2020 وحتى الآن، وتم تركيب 8516 شبكية و4783 عملية قرنية، و3736 عملية زرق و2367 عملية حول، و383 عملية ليزر .
وأشار ستيتي إلى نوعين من العلاج منها العمليات الباردة التي تتم في غرف العمليات بشكل مستقل وقد وصل عددها خلال هذا العام إلى أكثر من 2783 عملية كبرى و587 عملية صغرى، والعمليات الإسعافية وهي مستمرة على مدار ال 24 ساعة وضمنها يأتي الجراحات الصغرى.
مبيناً أن المشفى إضافة إلى الخدمات الطبية والعلاجية فإنه يقدم خبرات تدريبية عالية للأطباء المقيمين والذي يتم فرزهم على جميع المشافي في القطر.
ولفت المدير الإداري للمشفى إلى أنه ورغم ترشيد بعض العمليات خلال فترة الكورونا في الذروة الأولى إلا أن عدد المراجعين ارتفع في الأسابيع الأولى من انتشار الكورونا في المرة الأولى أثناء الحجر حيث تضاعف العدد ثلاثة أضعاف في العيادات الخارجية التي يتم فيها الفحص المبدئي، وبدل أن يتجنبوا قدوم المرضى إلى المشافي، جاؤوا إليها لأنهم وجدوا وقت فراغ لمعاينة وفحص أنفسهم الأمر الذي زاد من الإجراءات الاحترازية وعمليات التعقيم.
وخلال الحوار حول الصعوبات كشف المدير الإداري أن الأدوية والمستلزمات متوافرة في المشفى ولكن هناك مشكلة في تأمين البعض منها عن طريق المناقصات حيث يتم عرض المناقصة أكثر من مرة ولا يتقدم إليها أحد بسبب تذبذب أسعار الصرف التي تمنع التجار من المجازفة في التقدم إلى هذه المناقصات، وهناك مشكلة نقص بالكادر الإداري حيث يقوم الموظف الواحد بأكثر من مهمة وعمل بسبب عدم وجود البديل، مؤكداً أن ذلك لم يغير من جودة الخدمات المقدمة للمرضى والعمل مستمر بأفضل ما يكون.