الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
لمن لايعرف أن الأسرة بشكلها الحالي والجميل هي فعلاً من أرض سورية الخير والعطاء ، ببساطة لأن الانسان السوري دجّن القمح ، زرع الأراضي ، وأقام أعمدة البيوت ، ومن ثم المدن ، أليست أكثر المدن عراقة ، وأقدمها في التاريخ سورية ، دمشق وحلب ، والمدن المنسية عندنا ؟
هذا ببساطة يعني أن العمل الجماعي المنظم كان من البيت الواحد ، ومن ثم لينتقل إلى الجميع فيما بعد ليتكون المجتمع الذي ينمو ويكبر بكبر أفراد الأسرة التي ترفده بكل شيء .
من هنا كان التركيز القيمي والسلوكي على الأسرة وما تقوم به من أعمال ، سواء مادية أم معنوية ، وفي المحصلة كونها المدرسة الأولى التي تعد الأجيال ليكونوا الدعامة الأساس فيما بعد لبناء الوطن اليوم والغد .
من هنا كان السيد الرئيس بشار الأسد واضحاً وصريحاً إذ وضع الحروف على النقاط ، وفصّل في البنية التي تكونها الأسرة بشكل مباشر أو غير مباشر ، في الكثير مما قدمه من أمثلة يجب ان تكون جلية واضحة حاضرة أمامنا ، في البيت والمدرسة والعمل ، وفي تفاصيل الحياة كلها .
هل نقدم مثلاً بسيطاً ، الغضب الذي يسيطر علينا في الكثير من المواقف ، كيف نحوله إلى قوة فاعلة منتجة ، كيف نستطيع ضبطه والخروج من شرنقته التي تقودنا إلى مهالك كثيرة ، نعم الغضب ندم ، وتهور وتسرع ، ولكنه حين يضبط ويحول إلى مواقف فاعلة يصبح الطاقة الإيجابية التي تمضي بنا نحو الفعل الحقيقي .
في الأسرة يحدث غضب ، وتحدث مواقف كثيرة تقود إلى الاستفزاز ، وربما نرد برعونة ما ، فكيف علينا أن نكون قدوتنا لابنائنا الذين يرون ذلك ؟
يقول السيد الرئيس : (بالعودة إلى الغضب هناك تعاليم واضحة في القرآن الكريم والحديث /والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس/.. و/الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما/.. والشخص الذي أتى للرسول وقال له أوصني فقال له لا تغضب وكرر وكان يكرر له لا تغضب وليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب هذا موضوع واضح .)
هنا تبدأ المسؤولية التي يظن الكثيرون أنها بسيطة ، لكنها حقيقة ، فعل صعب يحتاج مرانا وتدريباً ، يحتاج مهارات ثقافية واجتماعية ، لا تنقصنا ، لنكظم الغيظ مرات ومرات ، ولنجرب الكلمة الطيبة لتكون أكثر من جواز مرور إلى القلب ، لتكن صدقة ، والصدقة يجب ألا يراها أحد ما إلا من اطلقها وتلقاها .
من هنا نعرف كيف نصل إلى ميدان الفعل المنتج الذي تحدث عنه السيد الرئيس بشار الأسد ، ونقله إلى مسارات المدرسة والمعاهد والجامعات ، والعمل كما أسلفنا ، لنكن قادرين على لجم النوازع التي نعرف أنها قد تقودنا إلى مزالق كثيرة ، حكمة العقل ، ودفء القلب .
سورية قلب العالم موقعاً وحضارة وثقافة وفعلاً اجتماعيا ، ومن الضرورة بمكان أن تبقى كذلك ، ولدينا من الطاقات الكامنة التي يجب أن تفعَّل ما يدهش العالم بدءاً من الأسرة إلى كل فعل في المجتمع ، وكلنا راع ، وكل راع مسؤول عن رعيته ، ولا أحد خارج إطار المسؤولية مهما صغر أو كبر