مدير أوقاف حلب لـ ” الثورة ” : التحصين الذاتي هو السلاح الأمضى في الدفاع عن الوطن .. و الفهم الخاطئ للدين ينتج سلوكيات غير صحيحة

الثورة أون لاين – مكتب حلب:

جميعنا بات يدرك حجم المؤامرة على سورية ، وخطورة ما خلفته الحرب الكونية الظالمة التي استهدفت سورية منذ ما يقارب العشر سنوات ، وما تركته من آثار جمة على مجتمعنا وبنيته بهدف إضعاف قدرتنا على الصمود والتصدي لتلك المؤامرات التي حيكت وما تزال ضدنا في مختلف المجالات ، لتأتي أهمية تحصين المجتمع الذاتي من كل الأفكار الهدامة في سلم أولويات المؤسسة الدينية في سورية بشكل عام ، وفي حلب على وجه الخصوص التي عملت عليها و منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الظالمة علينا وما تزال .
* الوسطية والاعتدال
مدير أوقاف حلب فضيلة الشيخ الدكتور محمد رامي عبيد وفي حديثه الخاص لصحيفة الثورة أوضح أن التحصين الذاتي بات خيارنا ، وهو السلاح الأمضى والأهم في الدفاع عن الوطن وحمايته من التهديدات والأخطار التي تحدق به من كل حدب وصوب ، لافتاً إلى أن وزارة الأوقاف والمؤسسات التابعة لها أدركت منذ بداية الحرب الإرهابية الكونية على سورية أن الاستهداف كان فكرياً ، والغاية منه ضرب النخب الفكرية وفقدان الثقة بينهم وبين المواطنين ليأتي الدور الإيجابي لمؤسستنا الدينية من خلال خطبنا المنبرية والدروس الدينية التي حاربت الفكر الظلامي الوهابي الدخيل على مجتمعنا ، والذي ترجم ذلك بشكل عملي عبر منابرنا الدينية لتكريس فكرنا الوسطي والمعتدل كما هو معروف عنا .
* فقه الأزمة
وأشار الدكتور عبيد إلى أن الوزارة على الفور عكفت على إقامة مشاريع وإصدارات عدة توافق الأزمة ومتطلباتها كونها – أي الأزمة الفكرية – كانت الأخطر ، فانطلقت بمشروع فضيلة ليكرس التحصين الداخلي للمجتمع السوري ، ويقف في وجه الفكر الإرهابي الدخيل ، كاشفاً عن أن هذه المشاريع موجهة للشيخ والمدرس والإمام ، وترجمت على واقع عمل المؤسسة الدينية بأكملها من خلال الدورات التدريبية التي ساهمت في رفع سوية الخطباء والأئمة من خلال السلوكيات التي طبقت على أرض الواقع ، واعتبرت أهم عامل أمان لشرائح المجتمع كافة.
* التفسير العصري الجامع
وأضاف مدير الأوقاف أنه ومن هنا يمكننا القول بأننا حصلنا على النتائج الإيجابية المرجوة خاصة بعد أن وضع السيد الرئيس بشار الأسد الركائز والثوابت التي لا يمكن زعزعتها ، والدليل ثناؤه على المؤسسة الدينية ، وعلمه بما فعلته وترجمته وفق توجيهات السيد الرئيس ولقاءاته الدورية مع جميع مفاصل المؤسسة الدينية ، فكان مشروع “فضيلة ” وفقه الأزمة والتفسير العصري الجامع الذي ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل معتمدين عليه تدريساً وتطبيقاً علمياً واقعياً في كافة مساجد حلب ، و الذي أثنى عليه السيد الرئيس أيضا في اللقاء الأخير .
* العقيدة والسلوك
وعرَّج الدكتور عبيد خلال حديثه على العقيدة والسلوك إذ قال : هناك ثوابت لا تتغير في عقيدتنا ، ولدينا سلوكياتنا فعندما نتعامل مع شخص ما تكون نابعة من عقيدتنا لشموليتها على مكارم الأخلاق ، ولأن عقيدتنا الوطنية مبنية على العقيدة الدينية فالانتماء الوطني هو في ديننا عندما نتحدث عن الوطنية وحب الوطن ، وهو نابع من نهج رسولنا الأكرم “محمد صلى الله عليه وسلم ” الذي أعطى درساً في الوطنية و الانتماء عندما أجبر على الخروج من مكة المكرمة ، والمعنى أن الفهم الخاطئ للدين ينتج سلوكيات غير صحيحة وتجسد ذلك عندما دمج السيد الرئيس العقيدة مع السلوك ليصبح هناك فهم صحيح للدين .
* أوقاف حلب وبناء الإنسان
وعن الخطوات التي اتخذتها المديرية بحلب خاصة بعد تحريرها من رجس الإرهاب نهاية العام ٢٠١٦ ، أكد الدكتور عبيد أن المديرية قامت بتوصيف دقيق للمساجد ، ووضعت خططاً فورية لتفعيل المساجد في الأحياء المحررة وترميمها لسبب مهم هو شعور المواطنين بالأمان خاصة عندما يسمعون الآذان ، ويرون إمام الجامع بأم العين أمامهم كما هو الحال في مختلف أحياء حلب ، واعتمدت على طلاب الثانويات الشرعية لسد النقص في الكوادر العاملة كخطوة أولى ، وكذلك تم تفعيل معاهد الأسد لتحفيظ القرآن وتأمين ما يلزم لها لنعيد قولبة العمل من خلال مشاريع الأوقاف المترجمه بما يتناسب وعقلية الأطفال حتى .
* التحصين الذاتي هو السبيل
وختم مدير الأوقاف حديثه أن لا سبيل أمامنا سوى تعزيز تحصيننا الذاتي عبر التماسك والتكاتف بين جميع مكونات المجتمع لإفشال المخططات ، وكل ما يحاك ضدنا من قوى البغي وسواها ، والوقوف في وجه التحديات والأخطار المحدقة التي تتهددنا ، وأن نواجه الضغوط التي نتعرض لها بمزيد من الوعي والثبات ، وأن نفوت الفرصة على أعدائنا على الرغم من حجم الإجرام والدمار والتخريب خاصة الفكري كما قلنا الذي لحق بوطننا الحبيب سورية .
تصوير : خالد صابوني

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً