الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
تزخر قاعات ومراسم كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق اليوم بلوحات فنية تشكيلية وتصاميم مسطحة وأعمال من النحت على الورق في خمسة معارض هي التصميم المسطح ولدينا النحت الورقي وبحث التحريك وتصاميم فنية متحركة وإضافة إلى المعرض هناك مقتنيات الفنان عبد القادر أرنؤوط مؤسس الفن التشكيلي في سورية، وذلك ضمن مجموعة من المعارض التي يقيمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع وزارة الثقافة في رحاب كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، والتي تمثل نتاج طلاب هذه الكلية في أربعة مراحل.
الدكتور غزوان الزعيم عضو مكتب تنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية بين أهمية هذه المعارض التي جاءت ثمرة لمذكرة التفاهم الموقعة بين اتحاد طلبة سورية ووزارة الثقافة لنقل النشاط الثقافي إلى الجامعات ودعم مواهب الطلبة وأعمالهم، مشيراً إلى أن جميع الأعمال المطروحة هي نتاج وتصاميم طلاب كلية الفنون الجميلة والتي تأتي ضمن نشاطات ما تسمى أيام الفن التشكيلي السوري، وهي بشكل عام تتبع لقسم التصميم الغرافيكي نوع من الفنون الجميلة الذي هو الأبقى والأكثر استخداماً ونجده على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح الدكتور الزعيم أن المعرض أقيم على فكرة تقديم ما قدمه الطلبة بثلاثة أجيال وهم طلاب المرحلة الجامعية الأولى الموجودين في الكلية وعروض لأفلام الرسوم المتحركة والتحريك لطلاب الماجستير بالكلية ومعرض للدكتور عبد القادر أرنؤوط وهو رائد بهذا الفن وهو المؤسس له، مبيناً اتجاه الاتحاد الوطني لطلبة سورية في الإضاءة على هذه الكلية التي أصبح عمرها 60 عاماً ولها دور كبير في رفد الحركة الفنية التشكيلية باستمرار وتقدم فنانين مبدعين على مستوى المنطقة والعالم.
ولفت عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة أن كل ما هو موجود في هذه المعارض هو نتاج الطلبة من المرحلة الأولى وطلاب الماجستير ورسالة شكر للفنان المرحوم الدكتور عبد القادر أرنؤوط.
توفيق الإمام معاون وزير الثقافة بين أهمية هذا النشاط الذي يقام بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة للمشاركة في أيام الفن التشكيلي السوري وما قدمه الطلاب من لوحات تعتبر جميلة جداً فقد عبروا عنها كل بطريقته، داعياً إلى استمرار التعاون مع الجامعة في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية الداعمة لحركة الفن التشكيلي في سورية.
الدكتور ياسر عابدين رئيس جامعة دمشق بين أن هذه المعارض هي مواضيع علمية بعلاقات فنية وهي من المواضيع العملية والأعمال الإبداعية المتميزة قائلاً: لدينا جيل محترف تتلمذ على أيدي أساتذة متميزين والجهد الذي بذله الأساتذة مع الطلاب واضح في هذا المعرض من خلال الأناقة والحرفية والتعبير ويمكن القول أن جزءاً من المعارض يعبّر عن الشخصية المحلية وهناك لوحات تدل على التميز العالمي والمواضيع كانت متعددة وأهمها موضع التعبير عن حالة الإنسان مع الكورونا بإطار فني معبر.
الدكتور سمير رحمة نائب عميد كلية الفنون الجميلة لشؤون الطلاب أشار إلى أهمية هذه المعارض لكونها تمثل إنتاج طلاب في قسم التصميم الكرافيكي للسنة الثانية الذين قدموا تجربة جديدة لهم في عدة محاور مشيراً إلى أن أغلب الأعمال يدوية وهذا عمل يتم التركيز عليه في السنة الأولى من الاختصاص وهناك قسم يعتمد على الحاسوب وقد طرح من خلاله تجربة تبين كل طالب كيف يرى نفسه في جائحة كورونا فكان إنتاجهم يحمل الكثير من الصدق وهناك معرض استعادة لأعمال الفنان عبد القادر أرناؤوط التي تضم مجموعة الأعمال الأصلية له. والثالث هو تجربة تحريك وهي بذرة تصلح لأن تكون مشروعاً ضخماً وهناك معارض أفلام متحركة وهي تجربة قليلة في الوطن العربي وهي تخص البيئة، متمنياً أن تصل أعمال الطلاب وتجاربهم بشكل فعال إلى المجتمع.
الدكتور عبد الناصر ونوس أستاذ بقسم التصميم الغرافيكي بكلية الفنون الجميلة قال: تأتي هذه المعارض ضمن احتفالية أيام التشكيل السوري الذي يقام للسنة الثالثة يتناول قطاعات المجتمع أفقياً بالكامل ويشارك فيها شرائح متعددة من الأطفال حتى الجيل المحترف ودائماً نقيم مشاريع استعادية للزملاء الذين رحلوا إلى رحمة الله وهؤلاء موجودون معنا من خلال المعارض الاستعادية.
وبين أن هذه الأعمال أخذت جانباً مختلفاً عما يحدث خارج الإطار الأكاديمي الذي هو اللوحة والنحت والتصوير حيث تصدينا إلى مشروع الفن الغرافيكي بأدوات متطورة وقدمنا نتاجاً يدوياً بمجال البحث والتحريك والميديا ولدينا معرض لجيل الطلاب من داخل الكلية وآخر لجيل الطلاب الذين تخرجوا السنة الماضية ومعرض لطلاب الماجستير بمثابة بحث متقدم للتحريك وهناك معرض استعادي لأعمال الدكتور عبد القادر باعتباره مؤسس هذا القسم بالتزامن مع المعارض وهناك ندوات ومحاضرات علمية وثقافية في عدة اتجاهات منها الفن هويتي الذي يحكي عن الانتماء والفن والهوية المحلية بالفن المكاني، ومحاضرات تتحدث حول جودة النظام الفني وأهمية الفن البصري وجودته وما هي الأطر التي ترفع من جودته.