مدير أوقاف السويداء والقنيطرة الشيخ نجدو العلي للثورة أون لاين لغة العقلاء هي لغة الحوار.. عدونا متربصٌ بنا ولا بديل لنا عن وحدتنا ومحبتنا
الثورة أون لاين – رفيق الكفيري:
أكد الشيخ نجدو العلي مدير أوقاف السويداء والقنيطرة أن الكلمة العميقة في دلالاتها، والاستراتيجية في تفاصيل معانيها، التي ألقاها سيد الوطن الدكتور بشار الأسد، بحضور كوكبة من العالمات والعلماء في رحاب جامع العثمان بدمشق، كانت رسالة شامله وافيةً إلى العالم أجمع، بأن الرسالة الإسلامية السّمحة التي تتصف بالاعتدال والوسطية وتنبذ بل وتحارب التطرف الذي يوصل للإرهاب والتكفير، هي الرسالة التي تمثلها المؤسسة الوطنية الدينية في الجمهورية العربية السوريه وزارة الأوقاف، وهي النسخة التي تجسد الدين الحنيف الذي نزل على سيدنا محمد بن عبد الله العربي الهاشمي صلى الله عليه وسلم، وليس على محمّد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية التكفيرية ولا على الحركات الإخوانية وما تفرع عنها من داعش وأخواتها، الذين حاولوا إسقاط ثقافتهم وتراثهم على الرسالة السّمحة التي ترفض كل أشكال التعصب والتزمّت وتسطيح العقل و تؤدي إلى التطرف والانحراف، وأشار العلي إلى أن صمود المؤسسة الوطنية الدينية في سورية في وجه التيارات الراديكالية التكفيرية، واستشهاد عشرات العلماء والفقهاء المعتدلين أمثال شهيد المحراب الدكتور البوطي والشهيد عدنان الأفيوني، وغيرهم من الشهداء الذين امتزجت دماؤهم مع دماء إخوتهم وأبنائهم في المؤسسة العسكريه دفاعاً عن الوطن وترابه الطاهر، فكانوا بأجسادهم الطاهرة وأرواحهم الجسر الذي عبر عليه الوطن إلى جادة الخلاص، وأصبحت دماؤهم شعلة تنير الطريق للأجيال القادمة، ودليلاً على أن الرسالة المحمّدية انطلقت إلى العالم من أسوار دمشق، واليوم من جديد نؤكد ذلك، وبأن الإسلام المتنور الذي انتشر من بلاد الشام، وتحديداً من العاصمة دمشق، هو الذي يمثل الرسالة الإسلامية الحنيفة، وأي نسخة أخرى لا تمثل الشريعة الغراء لا من قريب ولا من بعيد… وفي هذا أشار السيد الرئيس إلى نقاط هامة عدة شكلت رؤية استراتيجية وخارطة طريق ولا سيما في مواضيع العروبة وارتباطها بالإسلام والليبرالية الحديثة وتداعياتها لضرب إنسانية الإنسان والمسلّمات والرسوم المسيئة والأسرة والتفسير العصري الجامع، فكان خطاباً محورياً ومصيرياً وتاريخياً ولا يجب أن يمر دون أن تصل مضامينه لكل الناس فجميعنا بات يدرك خطورة ما خلفته الحرب الظالمة التي استهدفت سورية منذ ما يقارب العشر سنوات وما تركته من آثار جمة على مجتمعنا وبنيته بهدف إضعاف قدرتنا على الصمود والتصدي لتلك المؤامرات التي حيكت ولا تزال ضدنا في مختلف المجالات.
ومن هنا يمكننا القول إننا حصلنا على النتائج الإيجابية المرجوة خاصة بعد أن وضع السيد الرئيس بشار الأسد الركائز والثوابت والمنطلقات النظرية لعمل المؤسسة الدينية والتي لا يمكن زعزعتها وفيها أكد أن المؤسسة الدينية هي رديفة للمؤسسة العسكرية وأشار سيادته في لقائه الأخير بقوله:
*لو تخاذل الجيش لانتصر الإرهاب ولو تخاذلت المؤسسة الدينية لانتصرت الفتنة*
هذا الثناء على المؤسسة الدينية من سيادته لعلمه ومعرفته بما قدمته وترجمته وفق توجيهاته ولقاءاته الدورية مع جميع مفاصل المؤسسة الدينية.
كل المشاريع التي بدأت ولن تنتهي والتي من أهمها مؤخراً هو التفسير العصري الجامع الذي ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل معتمدين عليه تدريساً وتطبيقاً علمياً واقعياً والذي أثنى عليه السيد الرئيس أيضاً في اللقاء الأخير لما فيه من جهدّ بقول سيادته:
(التفسير الجامع واسع في الحوار مع الطوائف المسيحية، والدين الذي يتحاور مع أبنائه ومع أبناء الشرائع الأخرى هو دين قوي، الإنسان الذي يخشى من رأي الآخرين ومن مراعاة خصوصياتهم ومن الأخذ بالاعتبار رغباتهم ومصالحهم هو دين ضعيف، وفي هذا التفسير أثبتت المؤسسة الدينية أن هذا الدين دين واثق من نفسه وأبناء هذا الدين وأتباعه والمؤسسة القائمة عليه هي مؤسسة قوية وواثقة من نفسها انطلاقاً من ثقتها بدينها)
وأشار العلي إلى أن نهج الإسلام نهج عظيم والرسول الكريم جاء برسالة الأخلاق فقال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهذه النهج ينبغي أن ينعكس سلوكاً علينا، فلا ينبغي أن نتبع الرسول عقيدةً ولا نتبعه سلوكاً كما أشار سيادة الرئيس بخطابه الأخير.
وختم مدير أوقاف السويداء والقنيطرة إن لغة العقلاء هي لغة الحوار وليس غيرها فعدونا متربصٌ بنا ولا بديل لنا عن وحدتنا ومحبتنا ولا بديل لنا عن بعضنا ونحن منفتحون على الجميع بالحوار والتلاقي.