أميركا والسعودية.. وصناعة المجاعة في اليمن

الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي

تدق الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ناقوس الخطر من جراء تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن، حيث يقاسي الملايين من سوء التغذية، ويعاني عشرات الآلاف المجاعة القائمة.
وفي هذا السياق صرَّح منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة مارك لوكوك : “تكمن المعضلة فيما يتعرض له الشعب اليمني من تجويع، إذ أفصحت الإحصاءات المنشورة في الأسبوع الفائت عن أرقام صادمة تحدث عنها نائب المدير التنفيذي في برنامج الأمم المتحدة”.
مضيفاً : “لاريب بأن الحرب قادت الشعب اليمني إلى مجاعة نجمت عن الانهيار الذي شهده الوضع الاقتصادي، إذ لم يقدم المانحون سوى مساعدات هزيلة في هذا العام، ولا يقتصر الأمر على الأوروبيين الغربيين والأميركيين فحسب بل على كبار المانحين أيضا”، مؤكداً بأن “ما يعيشه اليمن من أوضاع مزرية ليس إلا نتيجة لقرارات اتخذتها بعض الجهات الفاعلة ودول أخرى كانت تهدف إلى تجويع الشعب اليمني، إذ كان بإمكان تلك الجهات اتخاذ قرار بعدم تجويع هذا الشعب”.
لقد جاءت المجاعة الراهنة نتيجة سياسات متعمدة اتخذتها حكومات ومجموعات مسلحة، لذلك نجد أن مجاعة اليمن من صنع الإنسان، فكان التحالف السعودي والحكومة الأميركية أحد القائمين على تنفيذ تلك المجاعة، وعندما أشار لوكوك إلى عبارة “جهات فاعلة” كان يقصد بذلك السعودية وأميركا، فالولايات المتحدة علقت معظم المساعدات المقدمة للشعب اليمني في هذا العام لاستخدام تلك المساعدات كوسيلة ضغط على بعض اليمنيين، كما أن ثمة مخاوف من تصنيف الولايات المتحدة لبعض المجموعات على أنها مجموعات إرهابية الأمر الذي يفضي إلى إيقاف جهود الإغاثة الإنسانية بالكامل، بينما كان يجب على الولايات المتحدة والحكومات الأخرى تقديم المزيد من المساعدات إلى اليمن بدلاً من وقفها، لكننا لا نتوقع حدوث ذلك.
لا تزال الفرصة متاحة لتفادي حدوث السيناريوهات الأسوأ والحيلولة دون وفاة العشرات من الأشخاص وربما مئات الآلاف، إلا أن ذلك يتطلب تكثيف الإعانات الإنسانية وممارسة الضغط على التحالف السعودي لوقف حملته فضلاً عن تحاشي قيام أي حرب اقتصادية مدمرة، وبتقديرنا تتحمل واشنطن مسؤولية الكارثة التي حلت باليمن، لذلك بإمكان حكومتها تخفيف حجم هذه الأزمة الإنسانية وإلا فسيتدهور وضع اليمن إلى منازل لا تحمد عقباها، بيد أن إدارة ترامب اختارت في مرات متعددة الإساءة إلى اليمن بدرجة أكبر، وربما تستمر في مسعاها مرة أخرى قبل انتهاء مدة ولايتها.
ويعد تصنيف جماعة أنصار الله على أنها مجموعة إرهابية أحد الإجراءات التي ستنعكس سلباً على الشعب اليمني، وفي هذا المقام، ذكر إريك شوارتز وهاردن لانج عدداً من الأسباب التي تفسر ضرورة عدم اللجوء إلى اتخاذ تلك الخطوة، وتوصلاً إلى استنتاج مفاده : “إن الاختبار الحقيقي للسياسة الأميركية المتبعة في اليمن بسيط للغاية ويبرز من خلال طرح التساؤلات التالية : هل ساهمت تلك السياسة بإنهاء النزاع، أو الحفاظ على حياة اليمنيين الذين يعيشون المعاناة في اليمن ؟ وهل سيساعد تصنيف جماعة أنصار الله على أنها مجموعة إرهابية في إنهاء ما يتعرض له اليمنيون من أذى؟ لكن إدارة ترامب تعلم تمام العلم ما سيقود إليه اتباع مثل ذلك الإجراء من تداعيات وتبعات، علماً أنه سبق لها أن اتخذت قراراً بعدم تصنيف أنصار الله كجماعة إرهابية في عام 2018 نتيجة لما يفضي إليه من “عرقلة في تسليم المساعدات”، ولكن، على الرغم من تدهور المؤشرات الإنسانية في الوقت الراهن، يمضي الرئيس قدماً في اتخاذ تلك الخطوة دون مبالاة بما قد تؤول إليه الأوضاع. ولحسن الحظ سيتولى الرئيس المنتخب بايدن وفريقه زمام السلطة قريباً وبإمكانهما التراجع عن ذلك التصنيف، إذ يجب على إدارة الرئيس المقبل إعادة تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وتوفير الإغاثة إلى مناطق تابعة لأنصار الله، ودفع دول الخليج لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة فضلاً عن تفعيل عملية السلام اليمنية، ذلك لأن الشعب اليمني يعيش أقسى أنواع الألم والقهر، وإنهاء معاناته يجب أن تكون ضمن قائمة سلم أولويات إدارة بايدن المقبلة.

تعد أحد الأسباب الرئيسة لما تتبعه السياسة الأميركية من نهج مدمر إصرار واشنطن على النظر لليمن من خلال عدسة مشوهة نتيجة هوسها بالعداء لإيران، إذ لم تبد واشنطن أي اكتراث بمسألة إنهاء النزاع القائم، ولو كان لدى الإدارة الأميركية أي نوع من الاهتمام باليمن لما تصدت لقرارات الكونغرس التي تطالب بإنهاء ضلوع أميركا في الحرب، بل يرى القائمون على تلك الإدارة بأن الصراع في اليمن ليس سوى فرصة لتحقيق مآربهم الخاصة، ولذلك لم يترددوا بإلحاق أضرار جسيمة بعشرات الملايين من الأبرياء، ولا تزال إدارة ترامب مستمرة في نهجها بحرب اليمن لأسباب واهية، ما جعل هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه قرابة ثلاثين مليون نسمة على شفير الهاوية، كما لم تتوان تلك الإدارة عن تقديم الدعم لتدمير اليمن وتجويع شعبه فضلا عن الإخفاق في وضع حد لهذه المأساة، ولذلك فمن الضرورة بمكان تغيير هذا النهج لتجنيب عدد لا يحصى من اليمنيين ما يتعرضون له من معاناة وموت.
بقلم : دانييل لارسن

آخر الأخبار
حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر وزير الصحة يتفقد المشفى  الوطني بطرطوس : بوصلتنا  صحة المواطن  الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بريف دمشق  تعقد أولى اجتماعاتها  لأول مرة باخرة حاويات كبيرة تؤم مرفأ طرطوس  فروغ المحال التجارية والبحث عن العدالة.. متى ظهرت مشكلة الإيجار القديم أو الفروغ في سوريا؟ وزارة الإعلام تنفي أي لقاءات بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين معرض الأشغال اليدوية يفرد فنونه التراثية في صالة الرواق بالسلميّة تأهيل شبكات التوتر المتوسط في ريف القنيطرة الشمالي مُهَدّدة بالإغلاق.. أكثر من 3000 ورشة ومئات معامل صناعة الأحذية في حلب 1000 سلة غذائية من مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الحرائق بمشاركة 143 شركة و14 دولة.. معرض عالم الجمال غداً على أرض مدينة المعارض مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي القادم منظمة "بلا حدود" تبحث احتياجات صحة درعا "18 آذار" بدرعا تدعم فرق الدفاع المدني الذين يكافحون الحرائق