الثورة أون لاين – ريم صالح:
هل هناك حقاً من لا يعرف من هم الإخوان المسلمون؟!، وماذا فعلوا على مدار تاريخهم التخريبي والإجرامي الطويل؟!، وبماذا برروا هول ما اقترفوه؟!، ولعل السؤال الأهم هل هناك من لا يدرك فعلاً كيف تاجر أولئك الإرهابيون بالقضية الفلسطينية، وتلطوا بالدين، ليخفوا من خلال ذلك عوراتهم الإنسانية والأخلاقية، وبشاعتهم الفكرية والإيديولوجية؟!.
كلنا أو معظمنا قرأنا، أو البعض كان شاهد عيان حتى، على إجرام إرهابيي هذه الجماعة، التي لطالما كانت تدعي زوراً وبهتاناً مناصرتها للفلسطينيين، ومطالبتها لفتح ما تدعوه أبواب الجهاد على مصراعيها لتحرير القدس المحتلة والأقصى من الصهاينة، بينما ما يجري من تحت الطاولة يختلف بالمطلق عما يتم المزاودة به إخوانياً على الشاشات، وفي الخطب التحريضية على المنابر.
وربما ما من حركة تكفيرية أو تنظيم إرهابي استغل القضية الفلسطينية، وتاجر بها، واستثمر فيها أكثر من جماعة الإخوان المسلمين، حيث أنها حققت العديد من المكاسب من خلال هذه المتاجرة الوضيعة، فهي أولاً استطاعت من خلال هذا الاستثمار المفضوح استقطاب عدد كبير من الشباب ممن تم تغييبهم عن الواقع ومجريات الأحداث، وبالتالي تجنيدهم فيما بعد لتحقيق أوامر عملياتها الإرهابية، ليكونوا مجرد قنابل موقوتة، وأحزمة ناسفة يتم تفخيخها، ومن ثم تفجيرها بما يتناسب ومخططات الجماعة التقسيمية والتفتيتية بالمنطقة، كما أنها من خلال التلطي بالقضية الفلسطينية كسبت بعض التعاطف الشعبي الذي مكنها من العودة إلى المشهد السياسي من جديد، بعد الصفعات وسلسلة الفضائح التي أحاطت بها.
كما أن حديث متزعمي هذه الجماعة الإرهابية على المنابر، وفي جلساتهم، وحلقاتهم التكفيرية المتطرفة، عن معاناة الفلسطينيين، ووجوب مناصرتهم، ودعمهم بالمال، كانت الوسيلة الأبرز لجمع التبرعات الطائلة للجماعة، والتي لم يصل للفلسطينيين منها ولو قرشاً واحداً، بل إنها كانت توضع في جيوب متزعمي الإخوان وتصرف لغايات ظلامية وسوداوية، لا أكثر ولا أقل، دون أن ننسى هنا أيضاً أن استغلال القضية الفلسطينية كان مجرد أداة لتصفية حسابات متزعمي هذه الجماعة مع خصومهم السياسيين في مختلف الدول العربية، وذلك عبر التحريض على الجيوش العربية الوطنية، الأمر الذي يعني أولاً وأخيراً تحقيق المشروع الصهيوني، وخدمة أجنداته في المنطقة، عبر إثارة الفتن والقلاقل والتخريب والإرهاب وإضعاف المجتمعات العربية.
ما نقوله ليس مجرد اتهامات تفتقد إلى أي أدلة أو براهين، وإنما هي حقائق وثقها أعضاء هذه الحركة الإرهابية أنفسهم، حيث أن محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين، وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة، قال في كتابه “الإخوان المسلمين.. أحداث صنعت التاريخ”، المنشور عن دار الدعوة 1994 إن التبرعات لم تكن تذهب لفلسطين، ولكنها كانت تستخدم لخدمة الجماعة.
علي عشماوي وهو آخر قادة التنظيم الخاص للجماعة، أكد هو الآخر في كتابه “التاريخ السري للإخوان المسلمين” المنشور عام 2006 أن الإخوان كلما تسنح لهم فرصة المتاجرة بقضية الأقصى، يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى، ومعناه فتح باب التبرع لجمع المال من جديد، ثم شراء السلاح وتخزينه لحسابهم، وتتكدس خزانتهم بالأموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلامية.
أما طارق أبو السعد، الباحث في الشؤون الإسلاموية فقد قال إن دور الجماعة في حرب فلسطين أكذوبة، ردَّدَها الإخوان على مدار تاريخهم، ليسمعها البسطاء من المنضمين إليهم ويصدقوها، مشيراً إلى أن الواقع شاهد على مواقفهم المخزية التي تكشف زيف ما دونوه في مذكراتهم، وعما قدموه لنصرة قضية فلسطين، ومقاومة العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن الإخوان يلوون عنق الحقيقة، ويزعمون أنهم وحدهم المدافعون عن القضية الفلسطينية، في حين أنهم لم يقدموا شيئاً، ومروا على كثير من المواقف مرور الكرام دون أن يتخذوا أي رد فعل يتناسب مع حجم ما يزعمون.
وهنا لنا أن نستشهد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً والذي أدلى في العام 2013 بشهادة محتواها أن الرئيس المصري محمد مرسي كان ينوي توطين الفلسطينيين في مصر وبيع القضية الفلسطينية، وخدمة الكيان الصهيوني، من خلال تنازله عن مساحة تمتد على طول الحدود الشرقية لمصر بعمق 40 كيلو متراً ليرحل إليها سكان غزة.
وقد يكون رئيس نظام الانتهازية والإخونجية التركي رجب اردوغان هو خير مثال على الكاريزما الإخوانية، فالرجل يعمل بالمثل القائل نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، أو تحريراً لفلسطين من براثن وأغلال الاحتلال الإسرائيلي، وهو قد التقى مرارا بمجرمي الحرب الصهاينة، وتبادل معهم السفارات والسفراء والتمثيل الدبلوماسي، ووقع الصفقات والاتفاقيات، بل وجعل قاعدة انجرليك تحت تصرف الصهاينة لضرب الدول العربية السيادية متى أرادوا.
واللافت أن أحداً لم يسأل المجرم واللص التركي لماذا لم يتدخل في فلسطين عسكرياً ليحررها؟!، لماذا لم يؤسس جيوشاً وتنظيمات مسلحة لإنقاذ شعبها المضطهد؟!، بينما في الناصية المقابلة شرعن لنفسه التدخل في الشمال السوري، واحتلال أراض سورية، وكله تحت مسميات وذرائع وشعارات كاذبة، هو تدخل أيضاً شارك في العدوان على ليبيا، ولكن لماذا؟!، أو ليس لنهبها ولتحقيق أوهام سلطنته البائدة؟!، ثم
أو ليست فلسطين ونجدتها تصب في قلب ايديولوجية عقليته الإخوانية المزعومة، أم إن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد متاجرة رخيصة ومفضوحة الأركان؟!.
رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني هو مثال آخر لرموز الإخوان المسلمين، وكيف أنهم يقولون شيئاً ويأتون بنقيضه، فالعثماني وخلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الإخواني الذي ينتمي إليه سبق وشدد على أنه يرفض أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي، ليعود بعد ذلك، هكذا وبقدرة قادر ليعلن بنفسه عن التطبيع مع كيان العدو االصهيوني ليكشف نفسه بنفسه.
ويبقى الأكثر غرابة هو موقف إدارة الإرهاب الأمريكي من جماعة الإخوان المسلمين حتى اللحظة، فهي ورغم كل ما اقترفته هذه الجماعة الإرهابية بحق المدنيين من تفجيرات، وإجرام ممنهج، ومنقطع النظير، وموثق بالصوت والصورة والفيديو في بعض الحالات، إلا أنها لم تصنفها كجماعة إرهابية، وإذا لم يكن الإخوان إرهابيين فماذا هم إذن؟!، ربما هم نشطاء سلام، ورسل تسامح وإنسانية في العرف الأمريكي، لطالما هم أذرع الصهيوني، وخيوطه الخفية التي يحركها كيفما شاء لتحقيق أجنداته العدوانية.