الثورة أون لاين:
بدأت اللحظة الأكثر استثنائية في حياة صياد فنزويلي شاب، عندما اكتشف الخيط الأول لكنز ثمين ليعطي الأمل لأهالي قرية فقيرة تدهورت أحوالهم الاقتصادية بعد انتشار فيروس كورونا حول العالم.
أثناء عودته إلى كوخه المسقوف بالقصدير على الساحل الكاريبي لفنزويلا، رأى الصياد يولمان لاريس شيئاً يتلألأ على طول الشاطئ. رفع يده بين الرمل، ورفع ميدالية ذهبية عليها صورة مريم العذراء.
فقد كانت قرية «جواكا» في يوم من الأيام من أهم مناطق صناعة تجهيز الأسماك في فنزويلا، لكنها أصبحت فقيرة بسبب نقص البنزين وإغلاق معظم مصانع تعبئة الأسماك الصغيرة، ولكن سطوع الأمل لأهالي القرية بدأ منذ العثور على هذا الكنز..
بعد انتشار خبر عثور الصياد على القطعة الذهبية سرعان ما انضم معظم سكان القرية البالغ عددهم 2000 نسمة في عملية البحث عن الكنز، حيث قاموا بتمشيط كل شبر من الواجهة البحرية، والحفر حول قوارب الصيد المتهالكة، وحتى النوم على الشاطئ لحماية هذا الكنز الثمين.
منذ أواخر ايلول، كشف بحثهم عن مئات القطع من المجوهرات الذهبية والفضية، والحلي التي جرفتها المياه على شواطئهم، مما قدم للقرويين فرصة ثمينة- وإن لم تدم طويلاً – لمعالجة آثار الانهيار الاقتصادي الذي لا نهاية له في فنزويلا..
قال العشرات من القرويين إنهم عثروا على قطعة ثمينة واحدة على الأقل والتي عادة ما تكون خاتماً من الذهب، مع تقارير غير مؤكدة تفيد بأن البعض باع بعض القطع المكتشفة بمبلغ يصل إلى 1500 دولار.
لا أحد يعرف من أين جاء الذهب وكيف انتهى بهذه القطع المطاف متناثرة على طول بضع مئات من الأقدام من شاطئ القرية الفقيرة، هذا اللغز أثار حيرة سكان القرية، والذين فسروه ببعض الأساطير من تراث القرية، وتعتمد التفسيرات بشكل خاص على أساطير قراصنة الكاريبي.
يتخلل الساحل المتعرج حول قرية «جواكا» في شبه جزيرة «باريا» في فنزويلا، الخلجان والجزر التي لطالما وفرت الملاذ للمغامرين…في عام 1498 أصبح كريستوفر كولومبوس أول أوروبي تطأ قدمه قارة أمريكا الجنوبية بدخوله شبه جزيرة «باريا»، معتقداً أنه وجد المدخل إلى الجنة.
وصف بعض القرويين الذهب بأنه نعمة، والبعض الآخر هو لعنة من شأنها أن تقضي على أي شخص يلمسه.
أشار اختبار كيميائي اجري على قطعة صغيرة من سلسلة ذهبية اكتُشفت على شاطئ «جواكا» إلى أن القطعة من المحتمل أن تكون قد صُنعت في أوروبا في العقود الأخيرة.
أظهر الاختبار أن السلسلة مصنوعة من الذهب عالي الجودة عيار 18 قيراطاً، وهذا غير شائع في الإنتاج المحلي للمجوهرات في فنزويلا.