ثمة مقولة غربية، ربما كانت فرنسية، ترى أن الحقيقة قبل جبال البيرنيه، غيرها بعدها، بمعنى آخر ثمة نصف لايراه من يظن أنه يمتلك الحقيقة، لكن آخر يراها ويرى الحقيقة كاملة، ولكن أيضاً ربما لايصغي إليه أحد إلا بعد فوات الأوان وقد سبق ما كان يجب أن يكون.
هذه الحال تنطبق على ما جرى في واشنطن منذ أيام، وهو ليس معزولاً عن المشهد العالمي الذي تعمه الفوضى بصناعة وتدبير أميركي، واشنطن التي ترى أن الحرية في العالم الآخر تعني بكل بساطة تدمير مقدرات الدول، وجعلها على سكة الدول الفاشلة من خلال تدمير بناها ومؤسساتها لتكون هي الحاضرة مباشرة، تتدخل وتدير الأمور كما يحلو لها.
اقتحام الكابيتول كما يسمونه يشي بالكثير، ما تحقق على الأرض من خلال الفتن والفوضى، فما تزرعه واشنطن في العالم ولا تريده أن يصل إليها، ليس منبتاً عما حوله، الفوضى ترسخت في مشهد عالمي يعني فيما يعنيه تدمير المؤسسات التي تحكم وتدير الدول .
فكيف للعالم أن يصمت عن المشهد التخريبي الذي يمارسه الغرب بكل صفاقة، وهو الذي سيصله إن عاجلاً أو آجلا، هذا يعني بالضرورة أن على المؤسسات الأممية التي تدعي الحرص على السلم والأمن العالميين أن تعمل على مناقشة هذه السياسات الرعناء، وأن تكون قادرة على الوقوف بوجه هذا التخريب الذي سيطال الجميع، والمشهد في واشنطن كان الدليل على ذلك، إنه تـأسيس لخراب عالمي لا أحد يدري متى وكيف يمكن أن يكون غير قابل حتى للسيطرة، ودخانه قد بدأ.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن