الثورة أون لاين- إخلاص علي:
عندما تغزو مواقع التواصل الاجتماعي بيوتنا في زمن اجتياح الإنترنت لجل مناحي الحياة، لن تستغرب أن يهجر الشباب الكتاب والقراءة ويستسلم لوميض الشاشات ويتخذوا بعض المواقع الإلكترونية ومقاطع الفيديو الحل البديل والخيار الأنسب لاكتساب المعرفة والترفيه.
حيث تنقر على بضعة مفاتيح وتبحث عن معلومة لتجد بعد جزء من الثانية مئات الصفحات والمواقع تقدمها لك وقد يكون ذلك أكثر إغراءً من قراءة كتاب طويل حتى تعرف ماتريد .
فالقراءة العميقة تستغرق وقتاً والوسائط الإلكترونية تشجعك على الحصول على أكبر قدر من المعلومات في زمن ووقت قصيرين وتمر على المواضيع مرور الكرام دون تعمق ولاتعطيك سوى القشور حول ماتريد أن تعرف.
إلا أن الكتاب المطبوع مازال له بريقه المميز والاستغناء عنه أمر صعب في الوقت الحالي، حيث يجبرك على التركيز والغرق بين صفحاته لارتشاف كلماته على مهل وإعادة الأفكار مراراً وتكراراً حتى يمتص عقلك الفكرة.
فكانت ومازالت صحبة كتاب جيد تفتح أمامك أفقاً آخر بعيداً من هنا وعندما تغلقه وتعود لتفاصيل حياتك تبقى تحمل في داخلك ذكريات وتجارب من عوالم أخرى بعيدة طافت بها روحك.
فالقراءة كالمداد الذي يتغذّى منه العقل تجوب العالم وأنت في مكانك وتسافر من زمن إلى زمن متنقّلاً بين العصور والأماكن وتنهل من بحور العلم في كل الأمكنة والأزمنة عندها لن تستطيع الإفلات من إدمان الكتب.
فمهمّة تحفيز الأطفال الناشئة على القراءة هي مسؤولية مجتمعيّة يتحمّلها جميع الأطراف من البيت إلى المدرسة والمؤسسات والنوادي الثقافية وصولاً إلى البيت الذي لابدّ أن يعي فيه الآباء والأمهات أهمية أن يكونوا قدوة لأبنائهم بالحرص على جعل القراءة عادة يوميّة . لأن ملكة الفكر والتأمل التي انفرد بها الإنسان وحده دون سائر الكائنات تحتّم عليه أن يقرأ ويطالع.