هو نفسه السفير الأميركي السابق في سورية “روبرت فورد”، الذي حرض الإرهابيين والمتطرفين على حمل السلاح ونشر الفوضى الهدامة في المدن السورية حين كان على رأس عمله في السفارة، هو نفسه اليوم يكتب مقالاً في إحدى الصحف الأميركية يدعو فيه إدارة الرئيس الجديد جو بايدن لإعادة تقييم سياسة بلده بشأن سورية وإعطاء الأولوية للدبلوماسية لتعزيز ما سماه “تحقيق مصالحنا”.
هو نفسه السفير الذي جيّش طوال سنوات الحرب العدوانية الإعلام الغربي ودول منطقتنا للهجوم على سورية، وهو الذي ناصر مسؤولي إدارتي أوباما وترامب لممارسة التضليل والكذب وتزوير تقارير منظمتي حقوق الإنسان و”حظر الكيميائية” لاتخاذها ذريعة للعدوان المتكرر على سورية، هو نفسه اليوم يدعو إدارة بايدن لاعتماد الحوار والوصول إلى حل.
“فورد” الذي دعم الإرهاب وسياسات تجويع السوريين وتشديد أقسى العقوبات الجائرة بحقهم، والذي طبل وزمّر لإرهاب “قيصر” في مقالاته وتغريداته، نراه اليوم ينتقي عبارات مثل “فشلت واشنطن في إحداث تغيير” و”جهودنا في تسليح المعارضة غير ناجحة” وغيرها من العبارات التي كانت غائبة عن ضميره النائم على مدى سنوات.
“فورد” الذي كان يصر على حصار السوريين يعود اليوم ليؤكد بالفم الملآن أن عقوبات بلاده والاتحاد الأوروبي أدت إلى أضرار كبيرة بالعملة السورية والاقتصاد السوري، لكنها لم تغير قناعات السوريين.
باختصار فورد مثله مثل بقية مسؤولي أميركا والغرب ممن يغيرون مواقفهم حسبما توجههم سفينة مصالحهم، فيتناسون إرهابهم وإجرامهم بحق الآخرين، ويبحثون عن صفحات جديدة، المهم فيها تأمين مصالحهم ومصالح الكيان الإسرائيلي معهم.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير – أحمد حمادة