المال الأسود أم التزوير؟

أسدل الستار على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي كانت أشبه بفيلم من أفلام الغرب الأميركي الذي انتهى بحبكة درامية نسفت صورة (الديمقراطية الأميركية) التي سعت واشنطن إلى تصديرها وفرضها في العديد من الدول باعتبارها النموذج الأصلح لإدارة الحكم في العالم!!.

قد يتساءل المرء عن الأسباب التي أدت إلى هذه الصورة، وكيف لرئيس أميركي أوصله النظام الانتخابي إلى البيت الأبيض أن يعود ويوجه انتقادات حادة بالتزوير للعملية الانتخابية بعدما كان مدافعاً شرساً عن هذا النظام قبل أربع سنوات عندم تم توجيه اتهامات بتدخل خارجي في نتيجتها؟ هل هو (المال الأسود) أم أن عمليات تزوير حقيقية طالت عملية فرز الأصوات؟.
الصحافة الأميركية بدأت تتحدث عن دور (المال الأسود) في فوز مرشح الديمقراطيين الرئيس جو بايدن، هذا المال الذي تم استخدامه في الولايات الحاسمة والتي شكلت حلبة صراع بين المرشحين كـ(ميشيغان وبنسلفانيا وويسنكسون) من خلال حملات إعلامية مبرمجة وممولة بقوة لتشويه صورة ترامب.
بغض النظر عن السياسة الأميركية في العالم وعن سياسة المرشحين والحزبين اللذين لا يختلفان عن بعضهما سوى في بعض القضايا الداخلية، فإن اتهامات (التزوير) التي أطلقها ترامب قبل بدء العملية الانتخابية وكذلك الحديث عن (لمال الأسود) تشكل وصمة سوداء في سجل الولايات المتحدة وتظهر دور اللوبيات بأشكالها المختلفة وعلى رأسها اللوبي الصهيوني الذي يشتهر بامتلاكه عصب المال العالمي في إيصال الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض.
تقول الصحافة الأميركية أن حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن تلقت تبرعات بلغت 326 مليون دولار من (المال الأسود) وهو المال الذي لا يمكن الكشف عن مصدره في مخالفة صريحة للنظام الانتخابي .. هذا الشكل من التبرعات للحملات الانتخابية التي لطالما هاجمها بحدة نواب الحزب الديمقراطي على مدى سنوات وأعلنوا بحماسة أنهم يريدون إيقافها، كانت الداعم الأكبر لحملتهم الانتخابية في هذه الدورة.
لا شك أن استخدام (المال الأسود) في العملية الانتخابية هو نوع من التزوير، وربما هذا ما أراد ترامب الإشارة إليه في الاتهامات التي وجهها للعملية برمتها، وبالرغم من أن ما كشفته دورة الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية ليس جديداً، لكنها المرة الأولى التي تشهد اشتباكاً حاداً بين المرشحين وصل إلى حد اقتحام أنصار ترامب الكونغرس ..ربما بسبب شخصية ترامب المثيرة للجدل والتي لا تقبل الهزيمة.
(المال الأسود) و(التزوير) سمتان لازمتان للسياسة الأميركية ليس في الداخل فقط، بل في العالم أيضاً، فحديث ترامب عن مليارات الدولارات التي حصلها بالابتزاز من صناديق الخليج خلال سنوات حكمه الأربع أكبر دليل على هذه السياسة، وكذلك عمليات الحصار والعقوبات التي تفرضها واشنطن ضد خصومها من الدول، أكبر دليل على استخدامها قنوات المال والتمويل لتحقيق أهداف سياسية هي بطبيعة الحال نسخة عن هدف تحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   هاجس ارتفاع الأسعار.. يقض مضجع زيادة رواتب مجزية وغير تضخمية سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً    أوساط عربية ودولية تؤكد دعم وحدة سوريا وتبشّر بانفتاح شامل   تحقيق لـ "بي بي سي" يكشف عن شبكات منظمة وراء التحريض الإلكتروني في سوريا القوات الأردنية تُعلن إحباط تهريب شحنة مخدرات على الحدود الشمالية مع سوريا "أناضولو جيت" تبدأ أولى رحلاتها المباشرة من اسطنبول إلى دمشق كيف نكسب صغارنا بمعاملة مثلى؟ مطالب بإحداث أمانة في طفس.. الشؤون المدنية بدرعا تستأنف تقديم خدماتها معايير لتنظيم رحلات "العمرة" بين "الأوقاف والسياحة" السرقة عند الأطفال.. سلوك مقلق لكنه قابل للعلاج المصرف الصناعي يفتح الباب واسعاً أمام المشاريع الإنتاجية  المشاريع الصغيرة تحت مظلة منح القروض     بين القمح والجفاف.. الأمن الغذائي في سوريا بالخط الأحمر.. ما المطلوب حكومياً؟ مواجهة للجفاف.. الخبير البني يطالب الحكومة بإعلان حالة طوارئ استثنائية  أمازون تنشر روبوتها المليون.. وتُطلق نموذج ذكاء اصطناعي  الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتدعو إلى ترجمة الخطوة بدعم ملموس