الثورة أون لاين – ليندا ابراهيم:
” لست مع الإحباط، ولا مع الالتفات إلى الوراء، بقدر ما أنني ضد الماضوية كنهج، وضد التقليد كذهنية، والاتباع كتبعية، وضد الأصل كأصولية… وبالوقت نفسه مع التغيير ولكن ليس الراديكالي الذي تم اجتراره تاريخياً وبفترات مده وعنفوانه، وحالياً ما سمي ب”ثورات الربيع العربي”، كما أنني لست ممن يرضخون للسكون والستاتيك وعقارب الساعة التي تبقى تعيد إشارتها للأوقات عينها كل يوم… لست مع أي غروب لا يحمل في ثنايا شفقه بذوراً لشعاع فجر قادم.. لست مع أي فجر سيكون نسخة عن فجر سبقه وقد قدر للسوريين أن يشهدوا الخضات تلو الخضات عبر تاريخهم، لكن كانوا يخرجون أقوى من كل محنة وحرب ومحاولات لطمس هويتهم ولاسيما الوجه الوطني والثقافي لهذه الهوية. إن مراجعة شاملة للتاريخ عبر الفترات المتعاقبة، واستنباط العبر والدروس، وبالتالي التقاء الجهود والأفكار والصيغ التي من شأنها أن تؤسس ركائز لنهضة وطنية ثقافية شاملة حقيقية لهي من أهم الأولويات لدى أي أمة وأي بلد، فكيف ببلد هو مركز صراع وأساس نور وحضارات البشرية اعتدنا استرجاع الماضي واستذكار الجوانب المشرقة الدارسة لكننا لم نؤسس من جديد بل الأدق لم يقيض للجهود الفردية الاستثنائية والأصوات الفردية الحضارية الجديرة المعاصرة لأن تؤسس لنهضة جمعية ثقافية تنويرية في عصور ظاهراً في قمة التقدم التكنولوجي ولكن هذا التقدم استخدم ليرجعنا إلى عصور الظلام ظلام العقول وظلمة التفكير واندثار العمل الحقيقي الذي يؤدي إلى نهضة الأمة. لفتني منذ فترة ظهور سلسلة من المقابلات التلفزيونية على إعلامنا الوطني لشخصيات هامة ولها مكانتها في بلدنا تتحدث بهذا الاتجاه وسياق البرامج هذه تندرج في هذا السياق وهذا أمر ضروري ومطلوب، ولكن ثمة سؤال في غاية الأهمية وهو أين مراكز الأبحاث والدراسات التي يجب أن تستقطب هذه العقول والمنارات المعاصرة بشكل ممنهج حقيقي مدروس داعية إلى إعمال العقل وتوجيه الجهود، جهود أبناء البلد والتأسيس لركائز وروائز نهضوية حقيقية وشاملة… الثقافة ليست تلك الجهود التي تصب في حقل الكتابة والأدب والتأليف وحسب، بل في تلك التي تماثلها في الاقتصاد والتنمية والتجارة والإدارة والاختراع والبحث العلمي وضم خيرة الأدمغة التنويرية من عقول السوريين وبالتالي استقطاب أمثالهم من المغتربات التي تعج بهم عبر بلدان العالم قديما وحديثاً… يجب أن تعود عجلة الثقافة والتنوير والتطوير إلى الدوران من جديد حاملة حرير الحضارة السوري للعالم أجمع نحن على أبواب عقد جديد يشهد نهايات عقد الحرب الأزمة على كل صعيد، وبدايات التأسيس لملامح سورية ما بعد الحرب، وهذه فرصة ثمينة نادرة يجب أن نعي دورنا فيها كسوريين يحملون تاج الجدارة ووسام التميز أينما كانوا وعلى مر العصور.