قانون استثمار برؤية اقتصادية

يتهم قانون الاستثمار بأنه غالباً ما يضع العصي أمام المستثمرين الذين يشكون دائماً من عدم ملاءمته لحالة التطور الحاصلة في العالم، الأمر الذي دفع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وضع قانون يكرس توجه الدولة نحو الإنتاج والتنمية وتطوير بيئة الأعمال والاستثمار في بلد اختار أن يقاوم الحصار ولا يرضخ له، إذا وزارة الاقتصاد أعدت مشروع قانون استثماري جديد يواكب حالة التطور وأرسلته لمجلس الشعب ليناقش ضمن اللجنة المختصة، ونعتقد أن العام الذي نعيش قد يكون عام صدور قانون عصري للاستثمار.

وإن ما يمكن أن نؤكده أن القانون الجديد سيعالج عدم الوضوح والتشتت الناجم عن تعديل قوانين الاستثمار دون تحديد مرجعيتها في قانون واحد،إضافة إلى معالجة الثغرات التي رافقت هذه القوانين،وكانت سبباً بشكل أو بآخر في عرقلة الاستثمار في سورية كما يقول وزير الاقتصاد،فهو يركز أي القانون الجديد على توجيه الاستثمار نحو التنمية وأولوياتها وعكس رؤية الدولة المعلنة بالتوجه نحو الإنتاج الذي يحقق القيم المضافة ويوفر فرصاً حقيقية وأفقية للتشغيل والتصدير.

وإذا ما حاولنا الاطلاع على بعض ميزات هذا القانون نلحظ أنه جاء منسجماً مع توجيه الاستثمارات بما يحقق أولويات التنمية، حيث تم التركيز على القطاعات الإنتاجية وخاصة الزراعة والصناعة التي تحقق قيمة مضافة وقادرة على التصدير،ومنح حوافز إضافية للمشاريع التي تشغل عمالة عند حد معين،وبالتالي ابتعد القانون عن فكرة الحوافز المجانية،واستعاض عنها بحزم التحفيز التي تعيد الحياة للقطاعات التي ترى الحكومة أهميتها.

إضافة إلى كونه جاء ليركز على ضرورة تحقيق النمو الشامل الذي تستفيد منه المناطق المختلفة،والذي يضمن أن هذا النمو لن يتعرض لهزات ناجمة عن عدم مشاركة الجميع بثماره، لذلك تضمن مشروع القانون على إمكانية إحداث مناطق اقتصادية خاصة بأشكالها المختلفة، مما يتيح للحكومة التوجه نحو تنمية المناطق الأكثر احتياجاً.

واللافت في هذا القانون إيجاد آلية مناسبة لإزالة القيود المؤسساتية والتركيز على تحديد المسؤوليات،والأدوار بين الهياكل التنظيمية المختلفة إضافة إلى تبسيط إجراءات الاستثمار،وتحديد إطارها الزمني وهذا يعني تجنيب المستثمر أي مواجهة،أو عوائق إدارية لدى الجهات المعنية بالترخيص،وما يرتبط بالضرورة من إضاعة الوقت،إضافة للعديد من النقاط التي تضمن تحسين مؤشرات أداء العمل تمهيداً لمرحلة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.

 

بكل الأحوال نحن بانتظار صدور قانون استثمار عصري في مرحلة من أدق المراحل التي تمر على بلدنا الحبيب سورية ،هي مرحلة بكل تأكيد نعتمد فيها على ذاتنا وإمكانياتنا.

ويبقى السؤال: هل نستطيع امتلاك ناصية الاستثمار بشكل أفضل ..؟ وهل سيحقق القانون المنتظر ما نصبو الوصول إليه من خلال اعتمادنا على الذات.. ؟.

حديث الناس- اسماعيل جرادات

 

 

 

آخر الأخبار
معركة التحرير في الاقتصاد.. من الاحتكار إلى الدولة الإنتاجية توقيت الزيارة الذي يتزامن مع عيد التحرير له رمزية...ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن في زيارة مرتقب... الاقتصاد الدائري.. مسار جديد لمواجهة التحديات البيئية والخدمية القطاع الصحي في حمص.. تقييمات ميدانية تكشف مزيجاً من التحسن والشكاوى اطلبوا الإعمار ولو في الصين! طلاب المهجر بين فرحة العودة وصعوبات الاندماج.. الفجوة اللغوية في صدارة التحديات لقاءات ندية في دوري المؤتمر كومباني وفابريغاس.. جيل مدربين شباب يصنع مستقبل الكرة الأوروبية الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف خبراء: "يتم حشد المكونات السورية على طاولة العاشر من آذار" العنف ضد المرأة.. جروح لا تندمل وتحدٍّ ينتظر الحلول مندوب سوريا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: مرحلة جديدة من التعاون واستعادة الحقوق السورية جولة المفاجآت الثقيلة في دوري أبطال أوروبا مواجهات قوية في الدوري الأوروبي الذكاء الاصطناعي التوليدي .. أنسنة رقمية أم تكامل تنموي؟