لعل الحالة التي ظهرت على السطح مؤخراً من حالات التلوث البيئي الخطير في ريف منطقة جبلة .. التي تسببت بإصابة عدد من المواطنين بمرض التهاب الكبد الوبائي في قرى حمام القراحلة و كفردبيل .. كانت ناجمة عن تسرب مياه الصرف الصحي من بعض الخطوط .. و عن اختلاط مياه الصرف الصحي من بعض الحفر الفنية للسكان مع مصادر مياه الشرب نتيجة الأمطار.
و عمليا خطر التلوث في الساحل ما زال قائماً و هو على ازدياد رغم “مشاريع الصرف الصحي” لأن واقع الحال ينذر بمزيد من الأخطار، لأن هناك الكثير من الارتكابات البيئية التي تهدد صحة المواطن .. انطلاقاً من غض الجهات المعنية النظر عن تنفيذ خطوط الصرف الصحي التي تنتهي إلى الوديان و الأنهار بشكل مخالف لجميع الأنظمة و القوانين !!.
سبق وأن أكدنا في صحيفة الثورة مراراً أن خزان سورية المائي الأول ينزف .. لكن دون جدوى!!.
و طالبنا أيضاً بالتشدد في مواصفات تنفيذ مشاريع الصرف الصحي و أن تراعي الدراسات الشروط الصحية لعدم تشكيل أي خطر على خطوط مياه الشرب.. ليستمر تنفيذ المشاريع بطرق غير مقبولة .. و مكشوفة أمام المواطنين من سوء تنفيذ.. إلى تخريب في الطرقات و الطامة الكبرى أنها في حال كانت كتيمة و لا تسرب تنتهي إلى الطبيعة .. لتشكل مصدر تلوث إضافي.
طالما لا يوجد محطات معالجة ستبقى المشكلة قائمة.. و هنا لا بد من الإشارة إلى أن أولويات المشاريع في الساحل كانت حماية المصادر المائية من سدود .. و بحيرات.. و أنهار ..و ينابيع.. من التلوث بمياه الصرف الصحي.
و في النهاية خطوط الصرف الصحي تنتهي في الوديان التي تغذي المياه الجوفية.. و السدود و بالتالي تتلوث مياه السدود.. لتصبح مياه السدود مصدراً للتلوث بدورها.
أروقة محلية- نعمان برهوم