لو لم يكن هناك سماً “الكترونياً ـ فيسبوكياً” تتجاوز خطورته السموم الأربعة الأكثر فتكاً للإنسان في العالم “الريسين ـ سم الضفدع الملون الواثب ـ strychnine ـ اماتوكسين” لما عقدت وزارة الكهرباء مؤتمرها الصحفي الأخير الذي أماطت فيه اللثام عن زيف حملات لا حملة الأضاليل لا التضليل الإعلامي التي تدار ضدنا من الغرف السوداء المأجورة والمفضوحة والرخيصة في الخارج، ولما وجهت إليهم صفعات جديدة “دفعة واحدة” على وجوههم السوداء الشاحنة، شأنها في ذلك شأن مفاصل العمل الحكومي المختلفة.
سرعة التحرك والرد جاء نتيجة حزمة الأكاذيب التي حاولوا الترويج لها وتسويقها بالتعاون والتنسيق مع بعض الإمعات في الخارج “الطابور التاسع” من “الأخطر” تخصيص قطاع الكهرباء “توليداً ونقلاً وتوزيعاً”، إلى تزويد الدول المجاورة بالطاقة الكهربائية وقطعها عن المواطن، إلى التحضير الجدي لا لطرح وإنما لتنفيذ ملف الأمبيرات المكلف جداً للمشركين، إلى توافر حوامل الطاقة “غاز ـ فيول” وبكثرة، إلى قدم محطات التوليد والأعطال الكبيرة التي لحقت بها وخروجها المتلاحق من عملية إنتاج الطاقة، إلى العجز في تأمين العدادات للمشتركين، وصولاً إلى التشكيك في قدرة الوزارة على تحرك ملف الطاقات المتجددة “الشمسية ـ الريحية” الراكد منذ سنوات نتيجة تداعيات الحرب الكارثية اللاإنسانية ـ اللاأخلاقية على القطاعات الخدمية ـ الحيوية والهامة ـ عامة والكهرباء منها على وجه الخصوص باعتبارها عصب الحياة الأهم “اقتصادياً .. صناعياً ..”.
ما جرى ليس مؤتمراً صحفياً دعائياً إعلامياً عقد وأنفض .. ولا جلسة دفاع عن النفس والغير في الوزارات والجهات العامة الأخرى، ولا محاولة لنيل صك براءة وعدم مسؤولية من طباخي السموم، ولا تراشق وتقاذف وتبادل التهم والمسؤوليات مع الجهات ذات الصلة والعلاقة، وإنما ما جرى هو رسالة تحمل الكثير من الخزي والعار وخيبة الأمل لمأجوري الخارج، والكثير الكثير من المسؤولية والشفافية والوضوح والمكاشفة والصراحة والمبادرة من قبل أصحاب القرار في الداخل، والتأكيد على استمرار حالة اليقظة والوعي الكاملين من الشارع من لسعة أو سم خفافيش الظلام في الداخل والخارج على حد سواء.
الكنز- عامر ياغي