الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
إن العمل الجماعي، وخاصة عبر فرق العمل، قد أثبت جدواه في الكثير من دول العالم، وحقق نتائج إيجابية أكثر مما حققه العمل الفردي.
وتكمن قوة فرق العمل، في جمع ومضاعفة المهارات التي يمتلكها أعضاؤها، والتفاعل الإيجابي فيما بينهم، وامتلاك القدرات القيادية الفعالة، وخاصة لدى رئيس الفريق، وتعزيز ذلك كله بأخلاقيات عالية، وعلاقات إنسانية بناءة، تشكِّل بيئة مهمة لشحذ الهمم، وتفجير مكامن الإبداع لدى أعضاء الفريق، وتلاقح الأفكار والتجارب، للوصول إلى الأهداف المطلوبة في الوقت المناسب، دون هدر للقدرات والإمكانات المتاحة.
وعلى اعتبار أن عملية بناء فريق العمل تعدّ عنصراً مكملاً للإدارة، لما يشكله هذا الفريق من نموذج متقدم وفعّال للمشاركة في اتخاذ القرار، وحل المشكلات وتطوير الأداء، فقد صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب “فريق العمل.. ما بين السمات القيادية والأخلاقية”، وهو من تأليف: د. “وليد حديفة”.
أخلاقيات فريق العمل، ومشكلاته
بحث د. “حديفة” في فصول هذا الكتاب، كل ما له علاقة بأسس بناء فريق العمل، وحل مشكلاته، والأخطاء الشائعة في إدارته، والأخلاق المهنية الخاصة به، وسوى ذلك.
بدأ المؤلف، بالحديث عن الفلسفة الأخلاقية وتطور مفهومها، مبيِّناً أنها فلسفة ركزت على نشاطات الإنسان المختلفة، وأصبحت محدداً لسلوك الفرد أثناء مزاولته أنشطته العامة والخاصة.
ثم انتقل إلى الزمن الذي بدأ فيه تطبيق فكرة فرق العمل، إذ أشار أن هذه الفكرة بدأت في اليابان بعد انقضاء سنوات الحرب العالمية الثانية، حينما أرادت إعادة بناء اقتصادها وقدراتها الإنتاجية من جديد، ثم عرّف فريق العمل بأنه الفريق المؤلف من مجموعة من الأفراد المرتبطين بالعمل لتحقيق هدف معين، حيث تتكامل جهودهم وخبراتهم وقيمهم الأخلاقية، ويعملون سوياً بكل حماس ودافعية، ما يجعل مجموع أدائهم المشترك، أكبر من مجموع جهودهم الفردية.
وأزال كذلك في كتابه، هذا اللبس عن مفهوم التفكير إذ رأى قبل الحديث عن التفكير الإبداعي للفريق، بأن التفكير هو أساس الإبداع، وهو ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات الحية، وعليه فأي مجتمع لا يمكن له النهوض، ما لم يتقدم الفكر لديه، ويصبح في وسعه توفير الأسس المنهجية لذلك.
وتناول د. “حديفة” في ثنايا كتابه أيضاً، الحديث عن حل مشكلات فريق العمل، إذ وجد أن هذا الفريق يتعرض أثناء عمله لعدد من المشكلات، لعل أبرزها: غياب الثقة بين أعضاء الفريق، والخوف من الاختلاف، وعدم الالتزام، وعدم المحاسبة، والتركيز على النتائج. وعوّل على الدور المهم الذي يلعبه قائد الفريق في حل هذه المشكلات، إذ أكّد أنه العامل الأول في حلّها، أو في إشعالها.
كما عرج على موضوع تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات، ليعدد لاحقاً جملة من السمات الأخلاقية التي يجب توافرها في أعضاء الفريق، ومنها: الإخلاص والولاء للمؤسسة التي يعمل ضمنها بشكل عام، وللفريق بشكل خاص – الاستقامة والعدالة، والتعاون بين أعضاء الفريق – الصبر وضبط النفس والتعامل الواعي والشفاف فيما بين أعضاء الفريق.
في الختام، يشدِّد على أهمية تأطير الجميع في فرق عمل تمتلك القدرات القيادية، والمهارات المناسبة، وتتوافر فيها الشروط الأخلاقية المناسبة للعمل، من أجل تفجير الإمكانات والطاقات الكامنة في عقول وأذهان السوريين جميعهم، والاستفادة من المقدرات السورية الطبيعية، والفكرية والبشرية.
التاريخ: الثلاثاء2-2-2021
رقم العدد :1031