الثورة أون لاين – حسين صقر:
يعاني معظم الطلاب من عدم فهم الحصص الدرسية التي يتلقونها، حتى وإن قدّم المدرس كل ما بحوزته من معلومات، لأن عدم الاستيعاب لا يتوقف على إمكانات المدرس، ووضع المدرسة، لكنه يخضع في الكثير من الأحيان إلى وضع الطالب النفسي والاجتماعي والمعنوي والأسري.
وفي هذا الإطار استعرضت “الثورة” آراء بعض المدرسين والإداريين والطلاب، حيث ذكرت الآنسة سمر العتمة بأن عدم فهم المواد الدراسية يؤدي إلى ضعف في الواجبات والنتائج والاختبارات، حيث إن أفضل طريقة للتخفيف من هذه المشكلة هي متابعة الطالب لواجباته بشكل فعال، والاعتماد على الكتاب المدرسي، وحضور جميع الحصص لتخفيف الفاقد التعليمي، أو التخلص منه نهائياً.
إلى جانب العمل بالملاحظات التي يسديها المدرس، وقراءة المحاضرات أو كل ما تحدث به المدرس أو المحاضر ومراجعتها، بالإضافة إلى لجوء الطالب إلى بعض الدروس الخصوصية، لفهم ما صعب عليه خلال الحصة، ولا مانع إن كانت عند المدرس ذاته الذي يعلم المادة، لأنه أخبر بوضع الطالب النفسي، وخاصة إذا كان متمكناً من أدائه.
من ناحيته أكد الأستاذ علي ابو الهوى أن الحياة غير المنظمة التي يعاني منها الطالب، والفوضى التي يمارسها في حياته، تمنعه من أداء المطلوب منه بالكفاءة المطلوبة، فالدراسة تحتاج لتنظيم الوقت، وإعداد برنامج عمل يتقيد به وينفذه بحذافيره، وتخصيص أوقات معينة للدراسة والنوم والطعام واللهو، لأن الفوضى عامل مدمر في حياة الإنسان، وبالتالي فوضع خطة أو تقويم للشخص يرتب عبرها واجباته اليومية والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، يساهم إلى حد كبير بالحصول على نتائج مرضية له ولذويه، ولا سيما إذا استبعدنا الظروف الأخرى التي لم تتوافر له.
أحد الطلاب المتميزين قال: يعتبر الحضور السيئ أو عدم الحضور من الأسباب الرئيسية التي تؤدّي إلى الحصول على علامات سيئة، حيث إن عدم متابعة الحصص بانتظام يعني إضاعة الدروس المهمة، وبالتالي صعوبة التعلم، ومن ثمّ فقدان الطالب فرصة شرح الأستاذ، وأداء زملائه أيضاً في الصف، أمّا الأسوأ من ذلك هو أنّ الطلاب الذين يستمرّون بالغياب قد يقومون ببعض التصرّفات والسلوكيّات الخاطئة بهدف لفت الانتباه، وهو ما يؤثر سلباً على بقية الزملاء.
وبين أن بعض الإدارات لا تبلغ الأهل عن عدم الحضور، وأعرف كثيراً من الطلاب الذين يتغيبون، والإدارة لا تخبر أهاليهم بذلك.
أسباب طبية ونفسية
بدوره قال الاختصاصي الاجتماعي عدنان سعادات: هناك أسباب نفسية وطبية قد تؤدّي إلى الفشل الأكاديمي، أولها الاكتئاب الذي يتسبب بالفشل في الامتحانات، ولكن قد يصيب الطلاب في فترة ما قبل الامتحانات، وبالتالي يُسبب العجز والضعف، والفشل، بالإضافة للقلق العام الذي يسبب حالةً من النسيان وضعف التركيز، وأوضح أن فوبيا الامتحان بحد ذاتها مع توقع الفشل يؤدّي إلى ضعف التركيز وبالتالي عدم التعلم الصحيح، وعدم التحضير الصحيح، وقد يؤدّي إلى قلة الانتباه، وعدم الاستعداد الكامل للامتحانات.
وأشار سعادات إلى أن الوسواس القهري يسبب استحضار أفكار سيئة تسيطر على عقول الطلاب، وتمنعهم من التفكير الإيجابي، ولهذا على الجميع من مدرسين وإدارة وأهل غرس كل ما هو جيد في عقولهم وإبعاد الأفكار السلبية، لأن ذلك فيما لو استمر يسبب التوتّر الشديد، وإعاقة الفهم والأداء الأكاديمي، كما يسبب اضطراب الانتباه.